الأحد، 26 مايو 2013

من الحكم العطائية ........................


شرح الإمام عبدالمجيد الشرنوبى الأزهرى:
--------------------------------------------------
يعني : أن الغافل عن الله تعالى إذا أصبح فأول خاطر يرد عليه نسبة الفعل إلى نفسه فيقول: ماذا أفعل اليوم ؟ فهو جدير بأن يكله الله تعالى إلى نفسه . وأما العاقل فأول خاطر يرد عليه نسبة الفعل إلى الله تعالى فيقول : ماذا يفعل الله بي ؟ وذلك لدوام يقظته ، فهو جدير بأن يوفقه الله لأحسن الأعمال ، ويرشده لأصلح الأحوال . فأول خاطر يرد على العبد هو ميزان توحيده ، ولذا قال بعضهم ؛ من اهتدى إلى الحق لم
يهتد إلى نفسه ، ومن اهتدى إلى نفسه لم يهتد إلى الله . فانظر إذا استقبلك شغل ، فإن عاد قلبك في أول وهلة إلى حولك وقوتك ، فأنت المنقطع عن الله ، وإن عاد قلبك في إلى الله سبحانه ، فأنت الواصل إليه . وقد كان سيدي عمر بن عبد العزيز يقول : أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القدر . وليكن من دعاء صاحب هذا المقام : اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي ضراًولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ، ولا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني ، ولا أتقي إلا ما وقيتني ، الله وفقني لما تحبه وترضاه من القول والعمل في طاعتك ، إنك ذو الفضل العظيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق