متابعة لموضوع قيام إثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق وتداعيات ذلك على الوضع الأمني القومي لمصر والخاص بالمياة الإقليمية لمصر ، إن البيان الذي ألقاه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عمر عامر قد أشار إلى أن ما حدث هو إجراء طبيعي فني ولن يؤثر على مصر ، وفي مداخلة له مع قناة أون تي في " بلدنا بالمصري" قال : أن الموضوع له شقين : أما الأول فهو الشق الفني وهذا يتحدث فيه الفنيون أما الشق الثاني فهو الشق السياسي وهو الذي أتحدث فيه أنا وأنا (على لسان عمر عامر) أقول أن الرئاسة مهتمة بهذا الملف لأنه يشكل بُعداً يتعلق بالأمن القومي المصري وأنه توجد سيناريوهات معدة فعلا للرد على إثيوبيا إذا ما كانت هناك خطورة فعلية على مصر من جراء إقامة سد النهضة في إثيوبيا وبالتالي لا تهاون ولا استهوان كما لا تهوين ولا تهويل في هذا الأمر ، ولكن مثل هذه السيناريوهات لا يمكن عرضها على الشعب في وسائل الإعلام، ثم أن هناك لجنة ثلاثية تم تشكيلها ونحن في انتظار ما ستسفر عنه نتائج مباحثات هذه اللجنة ، مع العلم بأن رئيس الوزراء الإثيوبي قد قدم للرئيس مرسي أثناء المباحثات الجانبية للمؤتمر الأفريقي التزاماً بعدم الإضرار بمصالح مصر ، وهنا السؤال من الذي يحدد مصالح مصر هل هو الجانب الإثيوبي أم الجانب المصري ، وهنا يرد المتحدث الرسمي بأن مصر هي التي تحدد مصالح مصر ، وأن هناك ثوابت وهذه مسألة مبدأ وهو الذي يجب أن تحاسب عليه الرئاسة ، إلى هنا السياق العام جيد مع العلم بأن هذا المبدأ وتلك الثوابت متعارف عليها من قديم الأزل، لكن أنا كمواطنة عادية ليست لديّ معلومات كافية عن هذا الموضوع ، أعلم أن الرئاسة من المفروض أن تطمئن الشعب ، ثم لو أن الرئاسة تعلم عن هذا الموضوع بناء على تطمينات رئيس الوزراء الإثيوبي للرئيس مرسي ، فلماذا لم تعلن الرئاسة ذلك فور عودة الرئيس مرسي من إثيوبيا إلى أرض الوطن ؟، ثم لماذا تعلن إثيوبيا القيام بتحويل مجرى النيل الأزرق بعد مرور 24 ساعة فقط على رجوع الرئيس مرسي من إثيوبيا ؟، أليس في ذلك إهانة للرئيس مرسي وللشعب المصري وإن تم نفي ذلك ، ثم أليس في قيام إثيوبيا بهذا العمل ما يؤكد وجود رسالة سياسية ترسلها إثيوبيا إلى كل من مصر والسودان ؟؟!!، وما طبيعة هذه الرسالة ؟ وما خطورتها؟ وما طرق الرد عليها ؟، ثم من سيعطي المعلومات إلى اللجنة الثلاثية أليست هي إثيوبيا ، أليست هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات كي يطمئن الشعب المصري الذي سمع وما زال يسمع أن إثيوبيا كانت تطمح فقط إلى اا مليار متر مكعب وأخذ الطموح يتزايد إلى 24 ثم 34 ثم إلى 60 ثم إلى 64 إلى أن وصل الآن إلى 74 مليون مير مكعب ، مع ملاحظة أننا سنصل في مصر من حيث تعداد السكان إلى حوالي 100 مليون نسمة في عام 2025 م ، ونحن في أشد الحاجة إلى نقطة المياة ، ونحن لسنا ببعيدين عن مشكلات المياة في مصر ، نرجوا من الرئاسة الإجابة على كل هذه الأسئلة ، وأعتقد أنها مرتبطة بالشق السياسي كما أنها مرتبطة بالشق الفني ولا انفصال بينهما ، وإن شاء الله نتناول الشق الفني في المقالة القادمة ..
---------------
د.شهيرة عبد الهادي
29 مايو 2013 مـ
19 رجب 1434هـ
الإسكندرية
مصر الحبيبة
---------------
د.شهيرة عبد الهادي
29 مايو 2013 مـ
19 رجب 1434هـ
الإسكندرية
مصر الحبيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق