الخميس، 5 أكتوبر 2017

البطل الشهيد السائق علي الذي لا يعرفه أحد ..بقلم د.شهيرة عبد الهادي


     


البطل الشهيد السائق "علي" الذي لا يعرفه أحد .. 
قصته أبكتني بأمانة وأفرحتني في نفس الوقت وأرجعتني إلى سابق عهدي بشعب بلدي الأصيل ..
 يحكي اللواء باقي زكي يوسف مهندس الفكرة العبقرية العلمية " خراطيم المياة" التي حولت خط بارليف في حرب أكتوبر1973 م إلى غربال من الساعة الثانية ظهراً وحتى العاشرة مساءً من نفس اليوم .. أنه قد كانت هناك بطولات لا يتخيلها عقل لجنود جيش شعب مصر العظيم ..منها بطولة سائق إسمه " علي" .. " علي " كان سائق إسعاف ينقل المصابين..السائق البطل " علي " نفسه قد أصيب أثناء قيامه بعمله ..وكانت نتيجة الإصابة ..أن مصارين بطنه كلها كانت بره .. كانت بره جسمه خالص .. كانت خارج جسمه خالص ..اللواء باقي زكي يوسف يقول : كنت أقول له " يا علي أقعد إنت يا علي مصارينك بره بطنك ما عنتش حتقدر تعمل حاجة يا علي أقعد عشان تتعالج " .. يرد عليه " علي " يقول له:لأ مش ح أقعد وهات غيري وهات كمان المصابين أشيلهم ..ولم يترك الدركسيون من إيده أبداً ولا ثانية واحدة وظل متشبثاً به ..واستمر هكذا لم يترك الدركسيون ولا ثانية واحدة ومصارينه بره بطنه ويعمل ويعمل ويعمل حتى لفظ أنفاسه الأخيرة على يد اللواء باقي وزملاء البطل السائق الشهيد " علي ".. وهو ده "علي " السائق البطل الشهيد اللي ما حدش يعرفه.. وقال اللواء باقي أن جميع الجنود كانوا هكذا مخهم وعقلهم وقلبهم كله حب لمصر وتضحية من أجل مصر وحضارة السبع آلاف سنة فعلاً كانت واضحة جداً في عقولهم ونفوسهم وأخلاقهم مثل السائق البطل الشهيد " علي " .. وأنا اقول ويعلم الله أنني أبكي وأنا أكتب تلك القصة .. "على" ده هو شعب مصر الحقيقي ..شعب مصر الحقيقي كله " على " .. شعب مصر اللي نفسي يرجع تاني كله يبقى زي " علي " .. نفسي نرجع كلنا كما كنا أفضل الشعوب ونكون زي "علي" البطل السائق الشهيد اللي بيحب بلده اللي بيضحي عشان بلده اللي بيحافظ على بلده اللي بينتمي لبلده اللي عاوز بلده تكون في أفضل مكانة .. وترجع مصر هي مصر زي ما كانت مصر .. وكل المظاهر السلبية اللي ظهرت نقوك يقتلها نموتها نقضي عليها نمحيها من حياتنا ونبقى كلنا " علي " ..
الله يرحمك يا بطل يا شهيد ويرحم كل بطل شهيد مات من أجل مصر في حرب اكتوبر 1973م وفي كل الحروب زي السائق البطل الشهيد "علي" ..
--------------------------------------------------
د.شهيرة عبد الهادي محمد
الأربعاء 4 / 10 / 2017 م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق