الاثنين، 20 مارس 2017

ماما كل سنة وانت الوتد اللي انا باتسند عليه كل سنة وانت الدواء اللي بيشفيني من كل أمراضي وأزماتي .. بقلم د.شهيرة عبد الهادي

ماما كل سنة وانت الوتد اللي انا باتسند عليه كل سنة وانت الدواء اللي بيشفيني من كل أمراضي وأزماتي ..
---------------------------------------------------------------------------------------------
أنا مهما كتبت عن ماما لن أوفيها حقها .. أمي اللي ربتني وعلمتني وكبرتني على حساب صحتها وعافيتها ومشاعرها وأحاسيسها وأعصابها ومالها وأرضها وبيتها وكيانها ..أمي دي عظيمة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني .. وعشان أكتب عنها عاوزة مجلدات ومجلدات.. بس هنا .. أنا ح اقول حاجتين اتنين بس عشان ليهم معنى كبير أوي .. لأ .. مش معنى واحد ..دا ملايين المعاني .. لأنهم ..يبينوا عظمة أمي ..من بين ملايين الحاجات في رحلة تربيتها لي .. أول حاجة هي ..أن بابا كان مسميها " الطاهرة " دائماً يقول لنا عنها " أموكوا دي ست طاهرة " ..وهذه شهادة زوج لزوجته وكفى .. وهذه شهادة ليست بالهينة .. الحكماء الذين تربوا على القيم والمباديء السامية النبيلة يعرفوا معنى هذه الشهادة حق المعرفة ..وتاني حاجة .. تتخيلوا ونحن الآن في القرن الواحد وعشرين وأنا كبيرة كده وقادرة على تحمل مسؤولية نفسي من جميع النواحي ..لما اكون عند ماما وراجعة شغلي في قطار الساعة 5 الصبح ..وماشية أتسحب على طراطيف صوابعي في البيت عشان هي ما تحسش بيا ..ألاقيها صاحية وبتحاول تمسك في عكازها أو تتسند ع الحيطة أو ع الدولاب اللي جمب سريرها أو ع الكرسي .. وهي في شدة مرضها ووهنها وجاية عندي .. أصرخ أنا وأقول .. يا ماما يا حبيبتي صاحية ليه ..ما تنامي .. إيه اللي مصحيكي دلوفتي .. ترد وتقولي . أنا قايمة احضرلك شنطة فيها شوية أزايز زيت وشوية أكياس سكر تآخديهم معاكي وانت رايحة اسكندرية وكمان حتتين فراخ وشوية اكياس فاصوليا على ملوخية تطبيخيهم هناك .. أقول لها .. يا ماما يا حبيبتي كل حاجة متوفر في الدكاكين والهايبر في اسكندرية يا ماما .. يعني ح اشيل من المنصورة لاسكندرية ..انا يا دوب اشيل نفسي .. يا ماما ريحي نقسك وادخلي نامي ..وما ترتحش إلا اما اعمل كده قدامها ..فـ باريحها واوضب الحاجة قدامها ..وبعدين أحاول أدخلها أوضتها تنام ..وما فيش فايدة ..تدنها واقفة على عكازها وبصالي وكأنها بتقول لي ما تسافريش .. وبعد كده أقعد أعمل افلام عشان أدخلها أوضتها .. و اسيب الحاجة وراء باب المطبخ ولا في أي مكان في البيت وأخبيها .. تكتشف هي بعد كده بعد ما اكون أنا سافرت .. فتتصل بيا في التليفون وتزعقلي وتقولي تلاقيكي ما كلتيش ولا شربتيش .. ليه سبتي الحاجة ومشيتي وآخدلي كلمتين حلوين .. هي دي ماما .. كل سنة وحضرتك طيبة يا أطهر أم في العالم وربنا يشفيكي ويخليكي ليا وتسمعيني الدعاء اللي بتقوليه ليا كل يوم .. ربنا يبعد عنك ولاد الحرام ..وعلى فكرة يا ماما .. فعلاً ربنا بيستجيب لدعاكي وبيبعد عني ولاد الحرام وكمان بيآخد لي حقي منهم .. وعشان كده ماما هي الوتد اللي بيسندني في شدتي ماما هي الدواء اللي بيشفيني من جميع أمراضي وفي كل أزماتي .. ماما كل سنة وانت الوتد اللي انا باتسند عليه كل سنة وانت الدواء اللي بيشفيني من كل أمراضي وفي كل أزماتي كل سنة وانت عامود العيلة الرئيسي كل سنة وانت الخيمة اللي مضللة علينا كلنا كل سنة وانت الهواء والنسمة اللي بنشمها كلنا ..
--------------------------------------------------------
بنتك ..شهيرة عبد الهادي .. الغلبانة القوية بيكي
21 / 3 / 2017 م
Drshahera Abd Elhady Ibrahem

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق