الفقر النفسي ( 2 ) .. استغلال ظروف الغير وابتزازهم ..
----------------------------------------------------------
إن صفتي النبل الأخلاقي والشهامة الأخلاقية .. توجب على الإنسان .. أن لا يستغل ظروف الغير ..وعلى سبيل المثال لا الحصر .. الإنسان الذي يريد أن يشتري أرضاً أو عمارة أو أي سلعة من شخص ما .. وهو يعلم أن هذا الشخص في ضائقة مادية خطيرة .. كأن يريد البيع للعلاج من مرض خطير كـ السرطان مثلاً .. عليه أن يتريث ولا يخضع لسيطرة عوامل الاستغلال .. مثل الجشع والطمع تحت بند " لؤطة " .. لأنه عندئذ سيجد نفسه .. يشتري منه ما أراد بيعه وهو يبخس به الثمن إلى أبعد الحدود .. وهنا منتهى التنصل من النبل الأخلاقي و الشهامة الأخلاقية وعليه أن يمتنع عن الشراء في مثل هذه الظروف التي تضعف البائع بسبب ظروفه القاسية .. الشخص الذي يستغل ظروفاً سيئة مرضية أو أسرية أو عملية أو أخلاقية أو أي مشكلة تعرض لها زميل أو رفيق أو أخ أو صديق أو رئيس أو حبيب .. ويمارس الضغط عليه لمكسب ما أو من أجل التسيب معه والتلاعب به والتلاعب معه أو الاستفادة من ورائه وابتزازه .. فهو شخص لا ينتمي لمجال النبل الأخلاقي ولا الشهامة الأخلاقية .. لأن كل من هاتين الصفتين تقتضي أن تتعامل مع هذه الشخصية ومن مثلها ..من باب إرساء القواعد والقيم والمباديء الصحيحة .. أثناء تعاملاتك معه ..وعدم التخلي عنها مطلقاً .. وأن تجبره هو نفسه على احترامها .. وتساعده على التحلي بها واتباعها .. وهو في كامل عزه وعزته وقوته أو حتى في جبروته وعنفوانه وغروره .. الشخص الذي قد ضحى في حياته بحق ما من حقوقه الدنيوية وهو مقتنع تمام الاقتناع بهذه التضحية .. عليه ألا يتاجر بهذه التنضحية في كل لحظة وحين وفي كل مناسبة من أجل اكتساب عطف الغير وحبه .. بل عليه أن يكون قدوة بتحمله تبعة هذه التضحية دون الإفصاح عنها مراراً وتكراراً.. فـ النبل الأخلاقي لا يعترف بالابتزاز العاطفي كخطوة تمهيدية لابتزاز مشاعر الحب وممارسته والتعايش معه وفيه كعامل تعويضي لما تم فقده .. والشهامة الأخلاقية تقتضي عدم الاستمرار في التجارة بهذه التضحية من أجل الحصول على مشاعر تعويضية قد افتقدها لأن ذلك يكون على حساب الآخر .. مع أنه هو من أفقدها لنفسه وبنفسه وعند نفسه .. ويريد استعادتها كمشاعر تعويضية في جانب من جوانب حياته أو لسبب آخر ولكن من أبواب خلفية ..دون أن يضع في اعتباره نبل مشاعر هؤلاء الآخرين وحساسيتهم الإنسانية المرهفة أثناء ابتزازها والتعايش معها وفيها .. وقد يكونوا هم في حاجة إليها فعلاً وصدقوها فعلاً بروح شفافة وصفاء نية وكان لهم أمل فيها ..ولذلك فإن هذا يعتبر نوع من أنواع الغدر يجب عليه ان يتجنبه .. الشخص الذي يعلم أن زميله أو صديقه أو رفيقه أو حبيبه قد فُصل من عمله أو أحيل إلى سن المعاش ولم يعد له مصدر للدخل فيضغط عليه ويرهقه عملياً ونفسياً ويبتزه جسدياً وعاطفياً ويصفي معه حسابات ويسخره لخدمته دون مقابل معنوي نفسي أو مادي ويعطي له مجرد وعوداً خاوية ..من المؤكد أنه لا يتمتع بالنبل الأخلاقي ولا يتمتع بالشهامة الأخلاقية .. لأن هاتين الصفتين تلزم المؤمن بهما بأن يقف بجوار هذه الشخصية حتى ينتشلها من ضعف موقفها ثم بعد ذلك يحاسبها عن تقصيرها أو إهمالها عندما كانت في موقع العمل وقد قصرت فيه .. هذه مجرد بعض من كل ..لأمثلة حياتية واقعية ..نعايشها يومياً ..توضح لنا أن الفقر ليس هو الفقر المادي فقط .. وإنما هناك نوع آخر من الفقر ..وهو الفقر النفسي لدى بعض الأشخاص .. هذا الفقر النفسي يجعلهم يستغلون ظروف الغير ويبتزوهم إنسانياً وجسدياً ونفسياً وعاطفياً ..وعلينا أن نكسر كل قيود هذا الاستغلال وذاك الابتزاز وأن نميته في أنفسنا ..حتى نحترم آدميتنا وإنسانيتنا ..
------------------------------------------
د.شهيرة عبد الهادي
28 / 3 / 2017 م Drshahera Abd Elhady Ibrahem
----------------------------------------------------------
إن صفتي النبل الأخلاقي والشهامة الأخلاقية .. توجب على الإنسان .. أن لا يستغل ظروف الغير ..وعلى سبيل المثال لا الحصر .. الإنسان الذي يريد أن يشتري أرضاً أو عمارة أو أي سلعة من شخص ما .. وهو يعلم أن هذا الشخص في ضائقة مادية خطيرة .. كأن يريد البيع للعلاج من مرض خطير كـ السرطان مثلاً .. عليه أن يتريث ولا يخضع لسيطرة عوامل الاستغلال .. مثل الجشع والطمع تحت بند " لؤطة " .. لأنه عندئذ سيجد نفسه .. يشتري منه ما أراد بيعه وهو يبخس به الثمن إلى أبعد الحدود .. وهنا منتهى التنصل من النبل الأخلاقي و الشهامة الأخلاقية وعليه أن يمتنع عن الشراء في مثل هذه الظروف التي تضعف البائع بسبب ظروفه القاسية .. الشخص الذي يستغل ظروفاً سيئة مرضية أو أسرية أو عملية أو أخلاقية أو أي مشكلة تعرض لها زميل أو رفيق أو أخ أو صديق أو رئيس أو حبيب .. ويمارس الضغط عليه لمكسب ما أو من أجل التسيب معه والتلاعب به والتلاعب معه أو الاستفادة من ورائه وابتزازه .. فهو شخص لا ينتمي لمجال النبل الأخلاقي ولا الشهامة الأخلاقية .. لأن كل من هاتين الصفتين تقتضي أن تتعامل مع هذه الشخصية ومن مثلها ..من باب إرساء القواعد والقيم والمباديء الصحيحة .. أثناء تعاملاتك معه ..وعدم التخلي عنها مطلقاً .. وأن تجبره هو نفسه على احترامها .. وتساعده على التحلي بها واتباعها .. وهو في كامل عزه وعزته وقوته أو حتى في جبروته وعنفوانه وغروره .. الشخص الذي قد ضحى في حياته بحق ما من حقوقه الدنيوية وهو مقتنع تمام الاقتناع بهذه التضحية .. عليه ألا يتاجر بهذه التنضحية في كل لحظة وحين وفي كل مناسبة من أجل اكتساب عطف الغير وحبه .. بل عليه أن يكون قدوة بتحمله تبعة هذه التضحية دون الإفصاح عنها مراراً وتكراراً.. فـ النبل الأخلاقي لا يعترف بالابتزاز العاطفي كخطوة تمهيدية لابتزاز مشاعر الحب وممارسته والتعايش معه وفيه كعامل تعويضي لما تم فقده .. والشهامة الأخلاقية تقتضي عدم الاستمرار في التجارة بهذه التضحية من أجل الحصول على مشاعر تعويضية قد افتقدها لأن ذلك يكون على حساب الآخر .. مع أنه هو من أفقدها لنفسه وبنفسه وعند نفسه .. ويريد استعادتها كمشاعر تعويضية في جانب من جوانب حياته أو لسبب آخر ولكن من أبواب خلفية ..دون أن يضع في اعتباره نبل مشاعر هؤلاء الآخرين وحساسيتهم الإنسانية المرهفة أثناء ابتزازها والتعايش معها وفيها .. وقد يكونوا هم في حاجة إليها فعلاً وصدقوها فعلاً بروح شفافة وصفاء نية وكان لهم أمل فيها ..ولذلك فإن هذا يعتبر نوع من أنواع الغدر يجب عليه ان يتجنبه .. الشخص الذي يعلم أن زميله أو صديقه أو رفيقه أو حبيبه قد فُصل من عمله أو أحيل إلى سن المعاش ولم يعد له مصدر للدخل فيضغط عليه ويرهقه عملياً ونفسياً ويبتزه جسدياً وعاطفياً ويصفي معه حسابات ويسخره لخدمته دون مقابل معنوي نفسي أو مادي ويعطي له مجرد وعوداً خاوية ..من المؤكد أنه لا يتمتع بالنبل الأخلاقي ولا يتمتع بالشهامة الأخلاقية .. لأن هاتين الصفتين تلزم المؤمن بهما بأن يقف بجوار هذه الشخصية حتى ينتشلها من ضعف موقفها ثم بعد ذلك يحاسبها عن تقصيرها أو إهمالها عندما كانت في موقع العمل وقد قصرت فيه .. هذه مجرد بعض من كل ..لأمثلة حياتية واقعية ..نعايشها يومياً ..توضح لنا أن الفقر ليس هو الفقر المادي فقط .. وإنما هناك نوع آخر من الفقر ..وهو الفقر النفسي لدى بعض الأشخاص .. هذا الفقر النفسي يجعلهم يستغلون ظروف الغير ويبتزوهم إنسانياً وجسدياً ونفسياً وعاطفياً ..وعلينا أن نكسر كل قيود هذا الاستغلال وذاك الابتزاز وأن نميته في أنفسنا ..حتى نحترم آدميتنا وإنسانيتنا ..
------------------------------------------
د.شهيرة عبد الهادي
28 / 3 / 2017 م Drshahera Abd Elhady Ibrahem
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق