الجمعة، 13 يناير 2017

رسالة المثقف ..بقلم ..محمد أبو قريبة

إن رسالة المثقف المؤمن بالإنسانية تتجاوز بعقله حدود الزمان والمكان , وهو المطلع على التاريخ حيث يتصور المستقبل وهو المحرك لأي نشاط بصفته إنساناً واعياً وعاقلاً معبراً عن الفكر والطموح ، والإرادة التي هي من العوامل التي تحفز الإنسان نحو الهدف . إنها الرسالة الإنسانية الطيبة الصالحة الشفافة الخالدة الروحانية حركة الأخلاق والحق والعدل والسلام والمساواة والوعي والكرامة والإبداع والتميز . إن رسالة المثقف دائماً موجهة ضد الظلم بجميع أشكاله وألوانه ومهما كان مصدره, من أجل الدفاع عن الحق والمضطهدين ؛ من أجل إقامة مجتمع العدل والكفاية والحرية والمساواة . إن رسالته تنمي الإحساس بالمسئولية وتقوم على الضمير الإنساني وتوحي بالواجب وتبتعد عن الشر وتوحي بالخير من أجل إقامة كون متكامل خالٍ من الفساد تسود فيه الحرية والعدالة والإنسانية , وتحرير الإنسان من قيود العبودية والاستبداد والجهل والنفاق بكل أنواعه . إن رسالة المثقف هي رسالة المجد والحضارة والفكر والنظام وانبعاث الروح الجديدة المؤمنة بالإنسانية ،فإذا ازدهرت العدالة ازدهرت الإنسانية. إن مجتمع العدل هو الذي يصنع الازدهار كما أن مجتمع الظلم لا يكون إلا مجتمعاً مشتتاً ممزق الطبقات ومبعثراً للإمكانيات ،فالمثل الأعلى هو الحق الذي يوحد المجتمع وإذا كان الظلم هو ثمرة الجهل ، فإن الأحكام والعدل هي ثمرة المعرفة الحقيقية . من هنا نقول إن الحرية هي الأساس الوحيد إلى حياة يسودها الفكر والعقل كي لا يبدد قواهم التآمر و الكراهية والتعصب والغدر. من هنا جاء دور المثقف العاقل الذي يحمل عزيمة وإرادة مقاتل وحكمة فيلسوف لكي تسود الفضيلة والحياة وتنتصر العقول على العضلات وينتصر فيه القلم على المدفع وتنتصر إرادة الحياة على إرادة الموت ..والحضارة والانسانية على التطرف وتنتصر فيه الكلمة الصادقة على الجهل والخوف ..لولا فلسفة البقاء لاندثرت الشعوب والأمم . .......محمد أبو قريبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق