الجمعة، 21 أكتوبر 2016

متي تأتين، ولا ترحلين ..بقلم د محمد حلاوية

متي تأتين، ولا ترحلين
...................................
كغيمةٍ حُبلى بكل عطور العالَمين .. كل يوم تتسللين .. لغرفتي .. لمكتبي .. لدفتري .. وترسمين قلبا، وحرفًا أعجميًا، وعلامة تعجب، ثم ترحلين .. فمن أنتِ
من أنتِ .. وأي شجرات حديقتي تتسلقين .. ءَ شجرة الليمون .. أم الرمان .. أم شجرة النرجيل .. ومن أي نوافذ غرفتي تتسللين ثم تتبخرين .. وماذا يعني حرفُكِ الأعجميّ، وكل علامات التعجب التي - كل يوم - ترسمين .. من أنتِ؟ .. من أنتِ، فما عدتُ أحتمل كل هذا التخمين ..
ءَ يُرضيكي طرقاتي على كل أبواب العرافات .. أيرضيكي افتراشي أرصفة الحارات .. أُسائلُ المارة: أفيكم خبيرٌ في حيل المنجمين .. ءَ يرضيكي انتحار كل قارئات "الفناجين" .. ءَ يُرضيكي أن تحلُ ضفائرها من أبت منهُن الانتحار .. ءَ يُرضيكي أن تنضح فوق وجهها كل بقايا الغبار .. ءَ يُرضيكي أن تصرخ .. أن تنهار .. وتهيمُ بالطرقات، وهي تهزي كعميدة مملكة المذهونين .. ولِماذا!! ..
أجيبيني، لماذا تأتين غرفتي .. ولا تنتظرين رحيل غفوتي .. أجيبيني، فما عادت تستر ستائر غرفتي، ما فاض من لهفتي .. أجيبيني، ما عاد في هوامش كراستي .. فراغٌ، أنقش فيه ما تبقى من معادلات الجبر .. أجيبيني، فما عاد في صدري موطئٌ للصبر .. أجيبيني، فما عدتُ أشتم روائح الياسمين .. لماذا .. لماذا لا تجيبين
أجيبيني .. لِماذا لا تردين لهفتي .. لماذا لا ترحمين ثورتي .. وقارئة الفنجان التي هامت في شوارع مدينتي كالمجانين .. ومتى .. متى تنتظرين .. تفسرين لي حرفك الأعجميّ .. وعلامات التعجب التي ترسمين .. أجيبيني متى .. متي تأتين، ولا ترحلين.
----------------
د. محمد حلاويه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق