الأحد، 18 سبتمبر 2016

مواقف حياتية

امبارح كنت في حالة " زهقان" .. مسكت الريموت وقعدت أقلب بين القنوات .. ولقتني مش عاجبني حاجة ولا فيه حاجة بتغذي عقلي ولا بتشدني وفي نفس الوقت مليش نفس أقرأ أي حاجة.. وانا باقلب .. لقيت الكاتب وحيد حامد على قناة cbc في برنامج ممكن .. قلت .. حلو يلا فيه حاجة كويسة أهي إسمعيها وشوفيها .. فـ مما لاشك فيه أنه كاتب رائع .. وجلست أستمع إليه .. تنقل الكاتب وحيد حامد بين موضوعات متنوعة مطروحة على الساحة .. لم أجد فيها جديداً لديه عما نعرفه نحن عنها .. كل ما قاله نحن نعلمه ونتحدث فيه وبنفس الكيفية .. تناول الفساد في البلد في شتى صوره .. فساد الأخلاق والضمير و فساد بعض الفئات التي تعمل في البلد والتي تحدث عنها في أعماله من سنوات وسنوات .. أمناء الشرطة وقانون الخدمة المدنية وصفر مريم والإخوان والسلفيين والجماعة والمهندس إبراهيم محلب والمهندس شريف إسماعيل وقضية وزير الزراعة صلاح هلال ووو... إلخ .. لكنه لم يضع حلولاً للعلاج وعندما أعيد عليه السؤال لتصوره عن الحلول لم يستطع الإجابة .. واستمر هكذا .. إلى أن قال في آخر حديثه وآرائه بالبرنامج .. رداً على سؤال للمذيع و تكرار مطالبته له بأن يضع حلولاًُ لتلك المشاكل .. أنا في حالة ارتباك والمشهد كله في حالة ارتباك .. هنا بقى .. أنا اطمنت على نفسي .. يعني حالة الارتباك التي أعانيها أنا شخصياً وتتسبب لي في حالة اكتئاب أحياناً وحالة من الوهن النفسي والجسدي غالباًَ .. قد أصابت حتى من هم قريبين من أصحاب الياقات البيضاء وأصحاب المطابخ المتعددة في جميع مجالات اتخاذ القرارات في البلد .. و حالة الارتباك والوهن النفسي والصحي هذه بالفعل أنا قد لاحظتها على شكل وصوت ونظرات الكاتب وحيد حامد ولعلي أكون مخطئة في ذلك وأعتذر عن ذلك لو أخطأت .. هنا سألت نفسي سؤالاً .. هو اللي قدر يوصل الناس إلى هذه الدرجة من الارتباك حتى مثقفيها وصانعي المواقف والقرارات فيها .. يا ترى هو نفسه مرتبك ايضاً ؟.. يا ترى هو قادر على إزالة حالة الارتباك هذه ؟.. يا ترى هو يقصد ذلك ؟ .. أم أنه نفسه غير قادر على إزالة الارتباك عنده أيضاً ؟ .. إن حالة الارتباك التي نعيش فيها هذه قاتلة للإبداع عند كل من يشعر ويحس ببلده أي عند كل شخصية حساسة لا تتمركز حول ذاتها فقط ..كما أن حالة الارتباك هذه بالتبعية تنسحب على كل مؤسسات الدولة وهذا واضح جداً عند الاحتكاك بها والتعامل معها .. ثم أن حديثه قد أوضح أن حالة الارتباك هذه كانت في مصر منذ سنوات ؟ .. وهنا وجدتني أتساءل بيني وبين نفسي هذا السؤال .. لماذا ؟ والبلد فيها مثقفين ومبدعين ؟ أم أنهم هم أنفسهم جزء من حالة الارتباك هذه ؟ .. ثم وجدتني أقول لنفسي : البلد فيها كفاءات بأمانة في كل المجالات منها على سبيل المثال " مجال الكتابة " .. لكن لم يصلوا لنفس المكانة التي وصلت لها تلك الأسماء الكبيرة .. يا ترى ليه ؟.. هل الارتباك هو المسؤول ؟ .. أم أنهم أيضاً من ضمن المسؤولين عن عدم إتاحة الفرصة للآخر وهم ممن شاركوا في صنع حالة الخواء الاجتماعي والخلقي والعقلي التي انكشفت مؤخراً في بلدي ؟ .. ثم إذا كانت المشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري منذ العهد الملكي وحتى الآن هي هي مع احتلاف حجمها وطهورها على السطح مع التقدم التكنولوجي وإتاحة المعلومة للجميع .. وأنها لم تجد حلولاً مع تعاقب الملكية والجمهورية والملوك والرؤساء إلى أن وصلت الحال لما وصلنا إليه الآن من تردي غير مسبوق .. فـ يا ترى .. هل هي طبيعة شعب ؟ أم عدم قدرة ؟ أم عدم رغبة ؟ .. وهنا أجدني أعود ثانية إلى المشهد المرتبك الذي نحن فيه !!!.. يا ترى ما هو الحل ؟.. لماذا كلنا ننتقد وعندما نبحث عن حلول لا نجد .. أو لا نعرف ماهية تلك الحلول ..أو لا تعرف كيفية التوصل إلى هذه الحلول ؟ .. لماذا لا نستطيع التعامل مع حالة الارتباك هذه ؟ .. أم أننا لا نريد التعامل مع الارتباك لآننا كلنا " عبده مشتاق" وكلنا "فاسدون" وما يهمنا هو مصالحنا الشخصية وبس .. أم هو عيب في التكوين العقلي والنفسي لنا ؟ أم هو عيب في التكوين الاجتماعي للمناخ الذي عشنا فيه ؟ .. لا أعرف .. لكن ما أعرفه جيداً هو أن ثورة 25 يناير 2011م أحدثت نوعاً من الخلخلة في وجدان الشعب المصري بات من الصعب معه تقبل أي شيء وربما في يوم من الأيام نجد حلولاً لما نعانيه الآن ..
-------------------------------------------------------------------------
د.شهيرة عبد الهادي

في     18 / 9 / 2015 مـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق