الثلاثاء، 14 يونيو 2016

حول مفهوم القوامة ..

أنا اتكلمت امبارح عن مفهوم القوامة الذي اختل وأصابه العطب .. وتعليقات أصدقائي الذين أفخر بانتمائي إليهم -لأنهم مثقفين ومنصفين بأمانة -.. دعتني لكي أكمل الصورة الآن .. عندما تكلمت عن خناقات الأزواج مع زوجاتهم بسبب مصاريف رمضان لدرجة أن بعضهم مخاصم زوجته وبعضهم وصلت للطلاق .. وده كان خلاني أفتكرت بابا الله يرحمه وكرمه معانا في رمضان .. وخناقاته مع ماما .. لأن ماما كانت طول رمضان.. تقول له كفاية كده متجبش حاجة تانية كل حاجة موجودة .. وهو ميسمعش كلامها ولا يسأل فيه ويجيب تاني وتالت .. كان فعلاً المفروض أذكر أن ماما الله يشفيها .. ست عظيمة بجد .. مش عشان هي ماما .. لأ .. هي فعلاً نموذج نادر .. ومش موجود حتى في الجيل اللي هي خلفته وأنا منهم .. و لا في الأجيال التالية .. ليه بقى .. لأنها كانت .. اقتصادية جداً.. قنوعة جداً ..من الجيل اللي كان يستثمر كل شيء في سبيل راحة بيته.. وعلى قدر الطاقة المادية المسموح بيها.. ترسم على الزجاج اللي أصابه خدوش بدل ما ترميه ..وتخيط كل أنواع الملابس .. ملابس الخروج زي التايورات والبلاطي و فساتين السهرة كالخطوبة مثلاً .. وتخيط كل هدوم البيت وتشتغل كروشيه وكنافاه وتطريز .. حتى الشوز كانت تعمله من فرو الأرانب لتامر وهو صغير مع الكوبيشوا بتاعه ..والأرانب دي هي أساساً مربياها في جنينة البيت ..يعني المنتج والمستهلك من عمل يدها ..وتعمل من الفرو كمان شنط و بورتفي وديكوريشن للملابس.. وكانت تعمل كل أنواع المخللات والمربات والفطاير وتخبز غيش سواء في الفرن البلدي أو الكهرباء وووو.......... إلخ..وكانت تربي طيور وحمام في جنينة البيت ..وكانت تزرع كل أنواع الخضار في جنينة البيت بردوو.. وتصنع دفايات كهربائية .. وتعمل شوالي زرع بإيديها..ولو أي حاجة في البيت اتكسرت تصلحها .. وتعلمنا ازاي نرسم الخرائط بتاعت الجغرافيا واحنا نلاميذ .. وإن احنا نكتب جدول الضرب في أقل مساحة ورقية ممكنة ..بمعنى أنها تعلمنا الاتقان في العمل.. كانت تعمل كل شيء  هي عايزاه بإيديها ..وتستغرق فيه وقت طويل لأن مبدأها هو إتقان العمل.. دا بالإضافة إلى شغل بيتها العادي .. كانت وما زالت ست بتخاف على قرش جوزها .. أما قرشها من ميراث في أرض أوبيت فكانت تصرفه أيضاً على ولادها .. وكانت تضحي براحتها وبصحتها وبكل ما تملك في سبيل تربية أولادها ..حتى ذهبها وأي مشغولات نحاسية باعتها عشان تساعد أحد أبنائها في زواجه .. لا تتوجع ولا تتشكى ولا تتبكى وملهاش في شغل الستات خالص خالص .. كان كل هدفها هو إرضاء زوجها وبيتها وأولادها .. هي طيبة طيبة طيبة جداً .. طيبة .. طيبة غير موجودة ..ودي بقى إحنا ورثناها منها فعلاً .. لدرجة أن احنا كتير كنا بنقول لها يا ماما حضرتك معرفتيش تربينا ..إحنا مش عارفين نمشي مع حد .. والناس بتقول علينا ..طيبين يعني هبل وعبط بمفهوم اليومين دول .. وهي ترد ولغاية اللحظة دي وتقول .. أنا صح وهم غلط لأن دلوقتي معدش فيه أخلاق عند الناس .. لو قعدت اتكلم عنها عاوزة مجلدات والله .. ماما دي كانت كزوجة وأم وست بيت موسوعة . مش زي دلوقتي كلنا مبنعملش حاجة ومبنعرفش نعمل حاجة.. وانا منهم ههههه .. أنا باقول الكلام ده ليه .. لأن فعلاً .. الزوجة ايضاً عليها دور في بيتها من حيث تنقيح مفهوم القوامة خاصة في هذه الأيام العجيبات.. كما أن للزوج دوره في فهمه الفهم الصحيح للقوامة كما أمر بها الله سبحانه وتعالى .. وكان الدافع وراء الكتابة حول موضوعنا الحالي هو تعليقات الصديقة الدكتورة فاطمة الزهراء Fatma Elzahraa Bekheet .. وكما نبهتني تعليقات الصديق الدكتور عبد المجيد بك Mageed Salem.. وكما كون عندي أستاذي الدكتور محسن عبد الخالق حالة من العصف الذهني Dr-mohsen Abdelkhalek .. وكما نبهني كل أصدقلئي المحترمين الراقيين المثقفين الذين علقوا على منشور القوامة السابق .. لحضراتكم كلكم تحياتي ..
-----------------------
د.شهيرة عبد الهادي

Drshahera Abd Elhady Ibrahem


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق