الثلاثاء، 3 مارس 2015

حدث بالفعل في زمن استحداث الرداءة ....................

حدث بالفعل في زمن استحداث الرداءة .....
طالب  مسجل لدرجة الماجستير.. جاء لي في أوائل أيام فترة انعقاد الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الاول  في مكاني بالكنترول .. طالباً مني .. " تحكيم"  المقياس الخاص برسالته .. فقلت له  أمام  الزملاء بالحرف .. حضرتك شايف إن احنا في فترة  كنترولات واختبارات ولجان ومشاكل وتصحيح وهذه الفترة عصيبة وقد يحدث خلالها مرض للواحد أو أي شئ  مفاجئ  من هذا القبيل .. ولن أستطيع القيام بالتحكيم .. أو حتأخر عليك جداً لأن التحكيم عاوز وقت ..  ولذلك   مش حاقدر أحكملك  إلا بعد انتهاء هذه الفترة .. ويُفضَّل إني مآخدش المقياس من حضرتك  دلوقتي  وشوف حد تاني.. فأصر  هو على أن يعطيني المقياس .. فقلت له : تفضل روح للدادة المسؤولة عن المكتب .. وحطه بمعرفتها على مكتبي وربنا يسهل .. ومرت الأيام .. وأنا مش فاضية خالص .. وكمان .. مرِضتُ أكتر من مرة .. وكمان نظراً لأن  كان فيه إصلاحات في المكتب لم تنتهي إلى الآن .. قامت الدادة   ورتبت المكتب  واختلف مكان كل شئ  فيه  .. وانا مكنتش موجودة لما كانت هي بترتب  المكان ..  وفي الإسبوع الماضي .. وأنا في الكلية .. و في المساء  .. وانا قاعدة على مكتبي .. وكانت معايا  إحدى طالباتي  من المرحلة الجامعية الأولى  .. فوجئت بهذا الطالب .. داخل عليا متجهم الوجه .. وقال لي : أنا عاوز المقياس  بتاعي ..وساعتها أنا كانت حرارتي مرتفعة وضغطي كان عالي وأمامي شغل ومش مركزة معاه .. فقلت  له  : والله يا ابني  الدادة رتبت المكتب كده يعني  والدنيا اتلخفنت   خالص.. وأنا معرفش المقياس بتاعك في أي مكان  بالظبط  دلوقتي  .. لأن كل شئ اختلف مكانه .. وحاضر لما حارتب المكان بنفسي تاني وألاقيه .. ابقى اتفضل تعالى وخده .. واعتذرت له  عن التأخير .. ففوجئت أنه قال : لأ أنا عارف مكانه .. وقام  راح على مجموعة من البحوث والكتب اللي جمبي ..و اللي كانوا  محططوطين  ع الأرض ..  لأن الدادة هي اللي  كانت حطتهم في المكان ده .. وانا كنت غايبة مريضة  ومشفتهاش وهي بتحطهم.. وقام رايح وسحب منهم  المقياس بتاعه   وخده .. هنا  .. أنا مكنتش مركزة  معاه لأني كنت تعبانة فعلاً ..و بصيت له  في هدوء .. وهو قام ماشي  ومعاه مقياسه .. وبعد ما أخدت الدواء بتاعي وفوقت  شوية .. بقيت أكلم نفسي و أأقول لنفسي  : معقولة  اللي حصل ده .. ومعقولة  ذكائي  ما أسعفنيش .. أني آخد منه الكارنيه  بتاعه أو بطاقة الرقم القومي بتاعته..  طب ازاي هو دخل  المكتب ؟.. وجاي على الهدف بتاعه كده  علطول ازاي؟ ..وعارف مكان المقياس  كده  ازاي؟..  بعد الدادة ما رتبت  يعني ؟.. وبعد ما كل شئ اختلف مكانه ؟.. طب  من الذوق والأخلاق  والمفروض  إنه كان  يستنى .. لما  أنا أبقى أديلوا المقياس .. طب هو المقياس ده .. كان جايبه عشان  أنا  أقوم بعملية تحكيمه .. يعني هو اللي محتاجني .. طيب المقياس نفسه  بالنسبة للدكتور  لا يساوي شيئاً .. يعني مش معقول الدكتور حيخبيه أو حيآخده  يعني  ..لأنه  مش في حاجة ليه إطلاقاً .. خاصة وأن  مستوى العلم  دلوقتي ما يعلم بيه إلا ربنا .. والمقاييس دلوقتي  ما يعلم بيها إلا ربنا .. دا حتى   بعض  رسائل الماجستير والدكتوراه دلوقتي  .. في منتهى الضعف  والاستخفاف  والاستهتار بالعلم ولا تساوي شيئاً .. في  ظل هذا التردي العلمي الواضح .. يعني لا يمكن يكون عند الدكتور مطمع في ورق لسة حيتحكم .. يعني لسة موصلش لدرجة الصلاحية  التي تؤهله للاستخدام .. كما أن أخلاقيات الأستاذ الجامعي أرفع من ذلك  بكثير .. خاصة وإن كانت اتجاهاته وتعاملاته معروفة  بأنها نظيفة .. ثم أنا من ضمن المُحَكمين  اللي  حيحكموا على مدى صلاحية هذا المقياس للاستخدام من عدمه .. و للأسف ومما  أكد لي  أيضاً ما يتصف به هذا الطالب من أخلاق متردية   منحطة  .. والذي يعتبر مثالاً  سيئاً لبعض طلاب الدراسات العليا  الآن  في زمن الرداءة العلمية الخلقية ..أنه جاء بعد الموقف ده  لإحدى الدكتورات اللي  مكتبها معايا في الحجرة .. تاني أو تالت   يوم  تقريباً  علطول  .. و دخل الحجرة علينا  احنا الاتنين .. ومقالش ليا  أنا  حتى مساء الخير و لا  السلام عليكم  .. ولا كأنه يعرفني ..ولا كأنه   عمل  تصرف غير أخلاقي معايا  .. وهنا كانت فرصة لكي أقول له : ما كان يجب أن يقال له.. ناديت عليه .. وكلمته  أمام الدكتورة اللي كان جاي ليها  .. وقلت له .. أنك اتصرفت تصرف لا أخلاقي  بالمرة  لا يتناسب مع طالب دراسات عليا .. وأن هذا انحدار وانحطاط في السلوك .. ولمين ؟ .. لطالب  بيعمل رسالة ماجستير؟ ..معقولة ؟ .. تساوي إيه بقى  الماجستير  بدون أخلاق  بدون قيم بدون مبادئ ؟ .. تساوي إيه ؟ .. دا أنا فاكرة وأنا في الماجستير والدكتوراة .. كنت  باسافر القاهرة وعين شمس .. وأقسم بالله أساتذتي .. قعدوا يحكِّموا في مقاييس  رسالتي للدكتوراه  أربع شهور ونصف .. وكنت باسافر كل يوم خميس  من كل إسبوع يقولوا لي  تعالي الإسبوع القادم  وهكذا.. ولم أجرؤ .. أن أقول   لدكتور فيهم .. إنت اتأخرت عليا  في التحكيم .. أنا من جيل  كنت بانظر لأستاذي كأنه   واستغفر الله العظيم   إله .. أعملَّوا حساب واحترمه حتى لو كان لا يستحق الاحترام .. وإلى الآن   كل أساتذتي لهم نفس درجة الاحترام  .. أما  الآن فهذا نموذج من نماذج طلاب الماجستير .. اللي بيخلَّصوا   رسايلهم للماجستير  في سنة .. عن طريق السرقات العلمية ..والمكاتب اللي بتعمل رسائل الماجستير بالفلوس   للطلاب في مصر دلوقتي  من الألف إلى الياء .. واللي معروف  أن  الطالب بيآخدها  ازاي دلوقتي  .. وبيخلصها ازاي.. وبأي طريقة وبأي وسيلة .. و للأسف  بيتم إجازتها  وبالنشر كمان على نفقة الجامعة .. فمن  الطبيعي أنه   لا   يكون عنده   احترام   للكبير   في المقام .. ولا   عنده  احترام   للكبير في السن .. ولا  عنده أدب ولا أخلاق  ولا ذوق .. لأن الموضوع من أوله لآخره استهتار في استهتار .. ومن المفارقات العجيبة .. والتي   نبهتني  لها ..تصرفاته غير المحموده  غير الأخلاقية .. و جعلتني  أفكر فيها .. وأنا آسفة والله أن أقول ذلك .. لكن تصرفاته الغريبة .. هي التي جعلتني  أفكر في كل شئ حدث  في الحجرة .. أن  هناك   كُتب قد اختفت من مكتبي .. والكتب اللي اختفت  من مكتبي دي .. هي كتب  كانت مهداه  لي.. من  الدكتورة اللي بتشرف على رسالته  للماجستير الآن !!!!..  وطبعاً  أنا لا أستطيع توجيه أي اتهام له  ..لا سمح الله و  إرضاءً لله سبحانه وتعالى  .. ثم طبقاً    لأخلاقياتي .. خاصة وأنني ما زلت في مرحلة تساؤلات   حول من أخذ هذه الكتب .. وأكرر أسفي لذكر ذلك  ..وآسفة   لمجرد  أنني قد أضطريت  للتفكير في ذلك  ..  لكن في نفس الوقت   تصرفاته غير الأخلاقية .. هي من دفعتني لمثل هذا التفكير .. مثل  طريقة دخوله  المكتب  .. ومعرفه مكان المقياس بتاعه ..بعد الدادة ما رتبت  المكان .. وأختلفت أماكن  كل شئ  في المكتب.. وأخذه  للمقياس بهذه الطريقة الهمجية .. وكلامه معايا  بهذا الإسلوب غير الأخلاقي .. دا أنا اللي  هو أنا صاحبة  المكتب ..معرفش مكان  المقياس  فين .. مش إهمال  مني والله ..  لا سمح الله .. أنا شرحت الموقف بصدق  .. و سبق وقلت .. لأن الدادة غيرت مكان كل شئ وانا مش موجودة ..لأني  كنت مريضة ..  وكنت طبعاً  ح أعيد ترتيب كل شئ ..بعد ما أروق وأخلص الشغل اللي في إيدي ..  اللي المطلوب تسليمه بمنتهى السرعة .. ولذلك  فإن   تصرفاته  هذه ..  هي   اللي كانت  أكبر اتهام له  في هذا الموقف .. وأقسم بالله  لم أذهب  لهذه الدكتورة   المشرفة  عليه.. ولم أكلمها عن ما فعله معايا ..حتى الآن.. يعني لم أشكوه  إلى مشرفته حتى كتابة هذا النص .. حتى لا ينضر  في رسالته .. وحاسيبه  للزمن يعلِّمه .. لأنني لا أريد أذية أحد .. بالرغم أنه يستاهل كل  أنواع  العقاب ..   هذا الطالب  هو مثال سئ   لبعض طلاب  الدراسات العليا الآن  في مصر.. مع  أنه  متزوج وعنده أطفال ..يعني هو   أب  لأطفال ..يعني بيربي أطفاله الآن .. يعني المفروض بيربيهم على مبادئ وأخلاقيات الآن !! .. ازاي  حيربيهم على أخلاقيات وهو بيعمل كده   مع أساتذته   أدبياً ؟ معرفش !! ..   ثم ..  وللعلم   يا سادة .. هذا الطالب ذو التصرف  السئ   والأخلاق الأسوأ .. بعد أن يحصل على الماجستير ..  سيقف  في اعتصام يطالب   بوظيفة بالماجستير في مصر .. كمان بيطلع  يشتغل في البلاد  العربية  هو وغيره    اللي زيه وبيفضحونا  هناك  ..  بالماجستير السيئة  دي .. اللي حصلوا عليها في زمن  استحسان الرداءة  ده  وبالأخلاق السيئة دي   .. هذا  جزء بسيط  من الانحدار الآخلاقي الذي نعاني منه الآن في بلدنا مصر............... مثال آخر  لطالبة   دراسات عليا  بردوو  وحدث في نفس الإسبوع  بردوو  بالأمانة ..  الطالبة دي مدام   يعني سيدة  يعني متزوجة  يعني صاحبة بيت  يعني مربية أطفال  ومعاها  ابنها   ابن حوالي  5 سنوات ..   قعدت تضرب في باب  التواليت  الخاص بعضوات  هيئة التدريس  بعنف شديد جداً    لغاية ما فسخته عليا  وأنا جوه    في  التواليت  .. وكنت قافلة عليا   بالترباس من جوة .. يعني  كسرت الترباس  بتاع الباب عليا  وانا جوه  ودخلت عليا هي وابنها الطفل  وأنا جوة ..  ولما كلمتها  وقلتلها  ميصحش  ياافندم  اللي  عملتيه ده .. كانت عينيها في عينيا بمنتهى   الجرأة   والجدال   وتقولي : يعني أقفل   الباب يا دكتورة ؟ .. ما  انا قلتلك يعني أقفل الباب ؟ .. أنا مكنتش أعرف أن الحمام بتاع الدكاترة بس .. وإبني مذنوق   وعاوز يدخل الحمام .. والله أعلم  بقى هي خلته  عمل  البيبي    فين بالظبط  ع البلاط ولا في التويلت  ولا فين  ؟.. لأني كنت منفعلة ومشفتش.. مش ممكن بجد اللي بيحصل ده  ..وبصراحة كان سؤال غريب  منها ؟  وتصرف أغرب منها !! ..هو الواحد لما بيدخل  الحمام  بيقفل الباب   عليه  ولا بيفتحه ؟  وبعدين ليه إحنا عندنا التعامل  بعنف   مع كل شئ ؟  إنسان حيوان جماد نبات ..   وبقيت أرد عليها   وأقول لها ياافندم التصرف من أوله لآخره غلط في غلط .. حضرتك اتصرفتي غلط .. ولا كأني باقول شئ .. وجدال   ورا جدال   ورا جدال  .. ومش عارفة ليه لما الواحد يغلط ميعتذرش وخلاص .. وهذه  الطالبة   أيضاً طالبة دراسات عليا  وأم   وبتربي أولادها .. بالذمة  لما ابنها يشوفها وهي بتعمل كده  ..   وبتفتح باب الحمام  بالعنف ده على ناس جوه   وعنوة  ..وتدخل عليهم الحمام بالشكل ده .. حيعمل هو إيه   بقى   في المستقبل  ؟ .. وبعدين  ده حمام  يعني  حمام  مش عارفة أأقول إيه بصراحة .. ازاي  تدخل الطالبة دي ومعاها إبنها على ناس في الحمام كده ازاي ؟؟!!.. وأيضاً ..طالبة  الدراسات العليا دي  اللي هي مدام اللي هي أم اللي هي زوجة .. بردوو .. ستحصل على الماجستير .. وتخرج أيضاً  تعمل اعتصامات  عشان تتعين بالماجستير  في مصر .. وتروح  بردوو تشتغل في الدول العربية   هي وغيرها   اللي زيها  ويفضحونا  هناك  بردوو ..  هذا جزء بسيط من المعاناة اليومية  التي نعانيها  نتيجة  لانحدار الأخلاق في مصر ..وهذا يحدث من  بعض طلاب الدراسات العليا  في مصر .. فما بالكم  بما يحدث من بعض طلاب  المرحلة الجامعية الإولى   في مصر من الفرقة  الأولى وحتى الرابعة .. و في الحقيقة ما يحدث منهم مأساة بجميع المقاييس .. هذه هي حال  الأخلاق في مصر.. ولن تنصلح  حال مصر .. إلا   إذا  كانت عندنا  كشعب .. كناس ..  كبني آدميين  ..أخلاقيات  ومبادئ وقيم  في تعاملاتنا  .. مع   الحيوان .. مع النبات ..مع  الجماد .. مع الإنسان .. مع العلم ..مع البحث العلمي.. مع التربية ..    في البيت  .. في  الروضة  .. في الحضانة .. في المدرسة .. في الجامعة .. في العمل ..  في الشارع ..  في السلوكيات .. في السينما .. في المسرح .. في المسجد..  في الكنيسة  .. في التليفزيون  ..  أثناء المناقشات .. في الكلام .. في التعاملات  .. في الاعتصامات  ..  في المظاهرات   السلمية  ..  أثناء الاختلافات في الرأي ..  في السوبر ماركت  .. في الهايبر  .. في العمارة .. في المصانع .. في المزارع .. في المواصلات  .. ووووو  مع كل شئ  من شأنه أن يجعلنا بلد متقدم   ..      
--------------------------------
د.شهيرة عبد الهادي
27  /2 / 2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق