السبت، 25 أكتوبر 2014

( كلمتين بالبلدي) :إلى من يشوهون صورة مصر .. بقلم د.شهيرة عبد الهادي

إلى  من يشوهون  صورة مصر ..
--------------------------------------
من الأشياء المُؤلمة  التي تحدث في مصر الآن .. الهجوم الشرس على مصر من  بعض أبناء مصر..بداية ..من  البسطاء في تعليمهم ..انتهاءً بمن حصلوا على أعلى الدرجات العلمية .. لقد أعطتهم ثورة  يناير بمصر.. مناخاً للحرية .. فاستغلوه  لكي  يشوهوا به.. صورة مصر.. إن من بين  هؤلاء..من عاش في عهد جمال عبد الناصر..و معظم هؤلاء .. عاشوا في عهد  السادات  ومبارك ..وتربوا وترعرعوا  في تلك العهود ..ثم عايشوا حكم مرسي .. دون أن نسمع بهم  أو لهم .. ربما كان صوتهم  لا يتعدى  الأماكن التي كانوا يعملون بها.. ربما .. والآن .. مع   وضوح دور مواقع التواصل الاجتماعي .. بعد أن فعلَّته  الثورة .. وإتاحتها لمناخ حرية  التعبير عن الرأي  من خلالها  ..حتى  ولو كان هامشياً .. فإن هؤلاء.. أصبحوا يمتهنون  حرفة " الكلام" ..وكلٍ يدَّعي أنه لا يُريد منصباً ..وإن كنت أشك في ذلك .. فإذا كنت لا تريد منصباً ..فلماذا  أنت دائم النقد  في بلدك دون طرح الحلول .. كلٍ منكم غاية  ومنتهى أمله .. أن يجلس مع الإعلامي فلان أو الإعلامية فلانة ..يتكلم ويتكلم ويتكلم .. ثم ينشر التسجيل الخاص به  مع ذاك أو تلك  .. أو أن يكتب بوستاً على الفيس بوك أو تويتر .. ليحصد عليه ألاف اللايكات وآلاف الكومنتات وآلاف التشيير  .. وهو دائم التشويه  في بلده وفي كل قيادة وفي كل عمل و في كل حدث.. ناهيك عن حجم البلبلة التي ينشرها نتيجة تشكيكه في كل شئ .. يا سادة ..إنني  أعلم تماماً أن مناخ الكبت السياسي الذي ساد العصور السابقة  أفقد الجميع الثقة بنفسه  .. نتيجة الحياة التي كان يعيشها  الجميع وهم " خائفون" من مجرد نطق حرف واحد .. حتى وهم داخل حجرات نومهم.. وكان المثل السائد " الحيطة ليها ودان" ..  فإذا ما منحنا الله قدراً من الحرية .. على يد ثورة لم تكن متوقعة .. لأي سبب خاص  بـ  الجيل السابق  " عواجيز الفرح ".. فلا  أقل من .. أن  تُقدَّروا تلك المساحة .. وترشدوها ..وتستثمروها ..فيما يُفيد مصر .. وليس فيما يُحبط مصر .. والعاقل يُدرك الآن .. بعد تواتر الأحداث .. أن تأثيركم  ليس  له  القدر الملحوظ .. إلا في حدود البرنامج الذي تظهرون فيه.. وحدود صفحتكم على الفيس بوك أو تويتر .. ونحن مثلكم تماماً ..  لأن .. ببساطة ..  ما حدث في مصر  يوم 25 يناير كان إرادة شعب مصر البسيط  ابن المناطق الفقيرة.. وليس أنتم يا أصحاب الياقات البيضاء والمكاتب المكيفة .. حرام عليكم والله .. يجب أن تكونوا فخوريين بمصريتكم .. يا من تشوهون  مصر صانعة التاريخ.. بل  يجب أن تكون  أنت بمصريتك  مصدر فخر  لغيرك  بإيمانك ببلدك  وبعملك الجاد من أجلها.. على جميع المستويات .. إن مصر في حد ذاتها  هي مصدر فخر لأي مصري .. ننتقد  أوضاعها .. نعم .. نقول  الواقع المؤلم  فيها .. نعم ..  لكن أن نشوهها .. ونشوه  تاريخها  .. بما  نصنعه نحن من ندبات في هذا التاريخ .. فهذا أمر مرفوض ..عند كل من هو مصري أصيل.. الانتماء لمصر يا سادة هو الأصل .. وليكن كل منا على مستوى المسؤولية التاريخية لبناء مصر القادمة .. مصر المستقبل  .. على قدر استطاعته ..فلا تكلف نفس إلا على قدر استطاعتها .. مصر هي بلدنا  التي نفخر بها .. وإن شاء الله سنظل نفخر بها .. لأنها مصر ..
---------------------

د.شهيرة عبد الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق