الجمعة، 19 سبتمبر 2014

قل للمليحة في الخمار الأسود .. ماذا فعلت بزاهد مُتعبد ....الشاعر الأموي مسكين الدرامي

قل للمليحة في الخمار الأسود*****ماذا فعلت بزاهد متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه*****حتى خطرت له بباب المسجد
فسلبت منه دينه وبقينه ****وتركتيه فى حيره لا يهتدي
ردي عليه صلاته وصيامه****لا تقتليه بحق دين محمد

هذه ابيات قالها الشاعر الأموي مسكين الدارمي وهو أحد الشعراء والمغنين الظرفاء في الحجازوكان يتشبب ( يتغزل ) بالنساء الجميلات، إلا أنه عندما تقدم به العمر ترك نظم الشعر والغناء وتنسك وأصبح متنقلاً بين مكة والمدينة للعبادة ..وفى إحدى زياراته للمدينة المنورة التقى بأحد أصدقائه وهو من أهل الكوفة بالعراق يعمل تاجراً ، وكان قدومه إلى المدينة للتجارة ويحمل من ضمن تجارته (خمر عراقية)
فباع التاجر العراقي جميع الألوان من تلك الخمر ما عدا اللون الأسود،فشكا التاجر لصديقه الشاعر ( الدارمي ) عن عدم بيعه اللون الأسود ولعله غير مرغوب فيه عند نساء أهل المدينة لانها قد تعني شيئاً ما لهن ...فقال له: ( الدارمي ) لا تهتم بذلك فإني سأنفقها لك حتى تبيعها أجمع،ثم نظم ( الدارمي ) بيتين من الشعر و تغنى بهما كما طلب من مغنيين بالمدينة وهما (سريح وسنان) أن يتغنوا بالبيتين الذي قال فيهما:
قل للمليحة فى الخمار الأسود ** ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد
قد كان شـمر للصلاة ثــيابــه ** حتى وقفـت له بباب المسجـد وأضاف إليها أحدهم بيتين آخرين هما:
فسـلبت منه دينــه ويقـيـنــــه ** وتركتـه فى حــيرة لايهتــدي
ردي عليه صلاتـه وصيــامــه ** لاتقـتـليـه بحـق دين محمــــد
فشاع الخبر فى المدينة بأن الشاعر ( الدارمي ) رجع عن تنسكه وزهده وعشق صاحبة الخمار الأسود، فلم تبق مليحة إلا اشترت من التاجر خمارا أسوداً لها. فلما تيقن ( الدارمي ) أن جميع الخمر السوداء قد نفذت من عند صديقه ترك الغناء ورجع إلى زهده وتنسكه ولزم المسجد.
ومن أجمل ما غنى هذه الابيات هو الرائع صباح فخري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق