الأحد، 13 يوليو 2014

قطايف رمضانية (12 ) مريم وصلاة التراويح يوم الجمعة ... موقف واقعي بقلم د.شهيرة عبد الهادي

قطايف رمضانية (12)  مريم وصلاة التراويح يوم الجمعة
================================
 حضراتكم عارفين طبعاً .. الست .. مريم ..( مريومة ) .. الجميلة اللي انا باحبها موت الله يحفظها .. ودايما باكلمكم عنها .. بنت اخويا .. الطفلة الصغيرة .. مريومة بتروح تصلي العشاء والتراويح .. في المسجد مع مامتها وباباها .. امبارح بتقول لمامتها .. هو يوم الجمعة أجازة يا ماما مفيش فيه  تراويح .. ههههههههه .. طبعاً هي بتسأل السؤال ببراءة .. والبيت كله قعد يضحك على السؤال ..وينكت كعادة المصريين عليه .. بعد ما مامتها فهمتها ..أن يوم الجمعة ..فيه أيضاً تراويح هههه .. وطبعاً واضح أن.. المسجد اللي بتصلي فيه مريومة ..بيطول حبتين ..لأنه بيخلص جزء في اليوم .. على فكرة بابا مريم ليبرالي الاتجاه ..ومامتها سلفية الاتجاه .. والاتنين .. جابوا لمريم عباية سوداء وطرحة .. وبيآخدوها معاهم كل يوم ..في صلاة العشاء و التراويح .. وطبعاً هما الاتنين.. علطول .. بيتناقشوا وبيتخانقوا مع بعض ..نظراً لاختلاف الاتجاه بينهما .. عادي .. لكنهم بيصوموا ويصلوا في المسجد .. وهكذا هي أسرتنا الأصيلة العريقة .. عائلة الـ " براهيمية " .. فيهم الليبرالي .. وفيهم الإخواني ..وفيهم السلفي.. وفيهم الناصري ..وفيهم القومي ..وفيهم الاشتراكي . وطبعاً هم بردوو   بيتناقشوا مع بعض ..وبيتخانقوا مع بعض .. نظراً لاخنلافات  اتجاهاتهم بعضهم عن بعض .. لكن كلهم .. بيصوموا رمضان ..وبيصلوا التراويح ..و وبيقيموا الليل .. وبيقيموا العشر الأواخر من رمضان.. كلٍ حسب طاقته وقدرته ..وبما أنعم الله عليه  به من فضله.. أسرة مصرية بسيطة ..مثل الكثير من الأسر المصرية  البسيطة الجميلة ..التي فيها كل الاتجاهات والاختلافات وأحياناً الخلافات .. لكنها متماسكة ..على قدر الإمكان ..تتجمع دائماً في بيت العيلة الكبير ..عند " تيتة " .. الله يشفيها ويعافيها ..بعد وفاة " جدو" الله يرحمه .. لازم يتجمعوا عند تيتة .. يتجمعوا في حب تيتة .. ويتجمعوا في كنف تيتة .. ويتجمعوا لخدمة تيتة .. فهي الأم الحنون الرؤوم .. التي ربت أولادها ..وضحت بالغالي والنفيس من أجلهم .. وهم اليوم بييحاولوا ..رد ولو البسيط جداً ..من أفضالها عليهم .. لأنهم مهما فعلوا ..فلن يردوأ ..ولو اليسير اليسير ..من فضلها عليهم .. يتجمعوا عندها في بيتها  الكبير  مقاماً .. بيت العيلة الكبير .. لكي .. يعيشوا مع بعض ..لحظات جميلة في رمضان .. مثل لحظة سؤال مريم ..
وهنا ..استثمر قصة مريم مع صلاة التراويح يوم الجمعة ..وأدعوا  لجميع أبناء مصر .. بالتوحد ولم الشمل ..حول كلمة سواء هي " مصر"  ..مهما كانت ..دياناتهم ..و اتجاهاتهم  ..ومذاهبهم..وطوائفهم ..وأيديولوجياتهم.. وأحزابهم.. وانتماءاتهم  ..   اللهم ألف بين قلوبهم .. اللهم  نور بصيرتهم .. اللهم ألهمهم الصواب الذي فيه صلاح مصر .. وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وعلى أله وصحبة وسلم ومن والاه ..
-------------------
د.شهيرة عبد الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق