لقد كتبت هذه الكلمات حول موضوع مُلصق " هل صليت على النبي اليوم " .. وهذه هي قناعتي .."
لن أتحدث في موضوع الساعة .. موضوع .. ملصق .. "هل صليت على النبي
اليوم ".. لأن الأمر .. مُلتبس بالنسبة لي .. ويكفي أن أقول .. أن الشعب
المصري .. حتى أثناء المشاجرات .. التي يكون فيها الطرفان .. "يسبَّان
الدين لبعضهما البعض " .. وكلنا نعلم أن هذا يحدث يومياً في مصر .. نجد
من يتدخل للتهدئة بينهما .. وهو يقول .. " صلوا على النبي " بقى يا
جدعان وفضوا الخناقة دي وكل واحد يروح على بيته .. الصلاة على النبي هي
خُلق قبل أن تكون مُلصق .. والموضوع فيه تداخلات .. تجعلني لا أتحدث عنه
أكثر من ذلك .. ويجب أن يتم تدارك هذا الأمر من قِبل الدولة ورئيسها قبل
استفحال الأمربصورته الناعمة الحالية .. وتحوله إلى أمر لا يُحمد
عقباه ".. وبعد أن كتبت تلك الكلمات وجدت من يسألني لماذا الالتباس ؟ .. وهذا هو ردي .. وإن كنت قد قررت ألا أعود لهذا الموضوع ثانية .. ولكن ردود الأفعال على موقفي هذا من موضوع الملصق .. هي من جعلتي أرد الآن على هذا السؤال : لماذا الالتباس ؟ .. لقد حدث الالتباس لديَّ .. لأني .. أتساءل ما الهدف من هذا ؟؟ .. وما هي هذه
الجهة غير المعلومة التي تتبنى توزيع هذا الملصق لغرض ما في نفسها ؟؟ .. وما هو
هذا الغرض ؟؟ .. وماذا سيحدث من خطوات تالية ؟؟.. وإن كان هذا نوع من أنواع السجال السياسي أو درجة من درجاته ؟.. فإلى أي طريق سيؤدي بنا هذا السجال السياسي ؟ .. ثم إذا كان الموضوع موضوع سجالات سياسية أليس الأجدر البعد عن إقحام الدين في ذلك خاصة بهذه الصورة ؟ .. كما يجب مراجعة كل أجهزة
الدولة التي تتدخل في هذا وخاصة وزارة الداخلية ؟؟.. مصر من أكثر البلاد التي تحب رسول الله
.. و انتشار الملصق
بهذا الشكل أيضاً عليه علامات استفهام ؟؟!!!! .. وتدخل وزارة الداخلية
أيضاً عليه علامات استفهام ؟؟!!! .. وكلنا يعرف ما يقال من أن انتشار مثل
هذا الملصق يؤدي إلى الطائفية وما إلى ذلك .. وهذا شئ مُحتمل ولماذا لا نضع الاحتمالات والافتراضات ؟ .. ولذلك.. أنأى بنفسي من تناوله..
لعدم وضوح الرؤية لديَّ ؟.. فأنا لا أدخل في نوايا الوزارات والجماعات .. ذات الانتماءات المختلفة وما
إلى ذلك .. وفي نفس الوقت أنا تماماً مع تطبيق القانون بشدة في مصر .. وفي نفس الوقت أيضاً ..هناك في مصر من القضايا المُلحة ما يحتاج لتطبيق القانون أكثر من هذا الملصق ؟؟!!! .. ولذلك حدث
الالتباس لديَّ .. وأعود وأقول هناك أبعاد لا يعلمها إلا صانيعيها في هذا
البلد من جميع الجماعات والطوائف ذات الانتماءات المختلفة .. وأيضاً من الدولة
وأجهزتها ووزاراتها المختلفة .. ووزارة الداخلية بها .. ربما نعلم بعضها لكننا نجهل الكثير منها .. أنا أتحدث بموضوعية على قدر المتاح لي من معلومات
وفقط .. أما عن أنها عبادة ؟ ..نعم هي عبادة وقد أمرنا الله تبارك وتعالى
بها ؟.. وكلنا نصلي على رسول الله ..لكن أن تصل إلى حد الاستجداء والتمتمات والهمهمات ولإشاعة الكراهية وبث الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب .. فهذا ما لا أتمناه .. ولذلك أنا لن أغير بروفايل صفحتي.. إلى بروفايل يحمل صورة الملصق ..ولن أسعى لنشر الملصق .. وهذا كان رأيي من أعوام وليس الآن.. لأنني أدافع عن الرسول عليه الصلاة والسلام بتمسكي بأخلاقيات الرسول بقدر الإمكان ..وليس بتغيير بروفايل أو نشر مُلصق .. وكل ما أتمناه أن يكون خلقنا .. وأنا أول
الناس .. هو خلق رسول الله .. يا رب مصر يا رب مصر يا رب مصر.. وصل اللهم
وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. نحن في حاجة إلى عدم التسرع
في تناول أي ظاهرة من أجل مصر.. وفي هذه الجزئية .. ومن منطلق الموضوعية على قدر الطاقة.. لابد وأن نعترف بأن ..الفساد
منتشر في مصر والانحدار الأخلاقي منتشر في مصر .. وعند المصريين المسلمين
الذين يصلون على النبي .. فهم .. يأخذون الرشاوي عيني عينك وهم بيصلوا
على النبي .. ويزوغوا من الشغل على عينك يا تاجر وهم بيصلوا على النبي ..
ويعاكسوا في البنات والسيدات عيني عينك في الشارع وبيخترقوا كل سنتيمتر
في جسدها.. وهم بيقول اللهم صل على النبي إيه الجمال ده يا بت يا أرض اتهدي
ما عليكي قدي عاملة إيه يا مُزة .. وبيتفرجوا على الرقاصة وهي بترقص وهم بيتفرجوا بيقولوا اللهم
صل على النبي.. إيه الرقص الحلو ده يا جدعان ويقولوا كمان يا دين النبي على المزة ورقصها .. وممكن يكون بيعاكس في البنات والستات في الشارع وهو حاطط ملصق " هل صليت على النبي اليوم " على التوكتوك ولا على الميكروباس ولا على الملاكي ولا على الأتوبيس ومستمر في المعاكسة .. وممكن يكون
بيتفرج على الرقص في تليفزيون الميكروباس وجنبه علطول الملصق " هل صليت على
النبي اليوم " .. وبيزوروا في أعمالهم في كل حتة في مصر وهم بيصلوا على
النبي .. ومبيدَّرسوش كويس في المدارس والجامعات وبينجَّحوا التلاميذ والطلاب
وهم لا يستحقون النجاح لغرض ما في نفوسهم ولأخذهم رشاوي منهم ولإعطائهم دروس خصوصية وهم بيصلوا على النبي ..
وبيسبَّوا الدين لبعض في رمضان.. وبعدين يقولوا صلوا على النبي احنا صايمين..تخيلوا بيسبوا الدين لبعض وهم صايمين وهم بردوو بيصلوا على النبي .. وبيغشوا في الميزان والحساب مع الشاري
وهم بيصلوا على النبي .. وبيسبَّوا بعض بأفظع الألفاظ على مواقع التواصل
الاجتماعي وهم بيصلوا على النبي ..وبيشتموا بعض شتائم جنسية فاضحة وهم في نفس الوقت عاملين صورة ملصق " هل صليت على النبي اليوم " بروفايل خاص بيهم .. وبيتكلموا في أعراض بعض وهم بيصلوا على
النبي .. وبيحقدوا على بعض وهم بيصلوا على النبي .. وبيحسدوا بعض وهم بيصلوا
على النبي .. وبيحاربوا نجاح بعض وهم بيصلوا على النبي .. وبيغيروا من
بعض وهم بيصلوا على النبي .. وأكثر الجاليات المفككة في الخارج هي الجالية
المصرية ..وبيعملوا في بعض مقالب وذنب عشان يلغوا لبعض عقود العمل.. نكاية في
بعضهم البعض وهم بردوو بيصلوا على النبي ووووووو أقول إيه بس ولا إيه .. الفساد الأخلاقي أكثر مما نتخيل .. الموضوع المنتشر الآن
مش موضوع الصلاة على رسول الله ..الموضوع له أبعاد آخرى تشترك فيها
الجماعات ذات الانتماءات المختلفة مع الجهات الوزارية المختلفة في
مصرووزارة الداخلية المصرية .. موضوع صراعات وسجالات سياسية ..أما الصلاة على النبي فهي يجب أن تكون في صورة خلق قوامه الاقتداء برسول الله .. يجب أن يتمثل كل منا خلق النبي الذي لم يك لعاناً ولا شتاماً وكان عبقرياً في كل المجالات ووضع أسساً للتعامل بين البشر في كل هذه المجالات .. فهو القدوة والمعلم عليه أفضل
الصلاة والسلام .. ويجب أن ننظر إلى العراق وليبيا وسوريا والصومال
والسودان ولبنان واليمن وفلسطين والجزائر في الطريق .. ونحمد الله على تماسك النسيج الشعبي
الوطني المصري ولو بنسبة ما ..علينا أن نضاعفها ونحافظ عليها ولا نهدمها ..يجب علينا جميعاً
حكاماً ومحكومين أن نتقي الله في مصر .. والله لو كان الرسول عليه الصلاة والسلام بيننا الآن لبكى على حال المسلمين التي لا تسر عدو ولا حبيب .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..وصل اللهم
وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن والاه ..بأبي أنت وأمي يا رسول الله ..اللهم إنا نشهد أنك يا رسول الله قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشفت الغمة .. لكن ما نعيشه من انحدار أخلاقي قد انسحب على جميع مناحي الحياة حتى وصل لأهل العلم فلم يعد هناك علم ولا فكر ولا ضمير .. حتى رأينا من ابتعث في الأمة رسولين من بعد خاتم المرسلين ..في تلك الحادثة المشهورة والتي يعلمها الجميع .. نحن
نعيش حالة تخبط علمي فكري معلوماتي فاقد للضمير غير مسبوق في مصر .. وفي
مثل هذه الحالات .. أنا عن نفسي أتريث كثيراً قبل أن أصدر أحكامي.. ومن هنا كان الالتباس لديَّ حول موضوع الملصق ..
----------------------
د.شهيرة عبد الهادي
----------------------
د.شهيرة عبد الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق