قصيده جميله للشاعر صفي الدين الحلي :
يجاري فيها قصيدة أضحى التنائي لابن زيدون:
-------------------------------------------
كانَ الزمانُ بلقياكم يمنّينا
و حادثُ الدهرِ بالتفريقِ يَثنينا
فعندما صدقَتْ فيكمْ أمانينا
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
و نابَ عن طيبِ لقيانا تجافينا
خِلنا الزمانَ بلُقياكم يسامحُنا
لكي تزانَ بذكراكم مدائحُنا
فعندما سمحَتْ فيكم قرائحُنا
بِنتُم و بِنّا فما ابتلّتْ جوانحُنا
شوقاً إليكم و لا جفَّتْ مآقينا
لم يرضِنا أنْ دعا بالبينِ طائرُنا
شَقّ الجيوبِ، و ما شُقّتْ مرائرُنا
يا غائبينَ و مأواهم سرائرُنا
تكادُ حينَ تناجيكُم ضمائرُنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسّينا
حمدْتُ أيّامَ أُنسٍ لي بكم سَعِدتْ،
و أسعدَتْ إذ وَفَتْ فيكم بما وَعدتْ
فاليومَ إذ غِبتمُ، و الدّارُ قد بعُدَتْ،
حالَتْ لفقدكمُ أيامُنا فغدَتْ
سوداً، و كانتْ بكم بيضاً ليالينا
فزْنا بنيلِ الأماني من تشرفِنا،
بقربِكم، إذا برينا من تكلفِنا
حتى كأنّ اللّيالي في تصرّفِنا،
إذا جانبُ العيشِ طلقٌ من تألفِنا
ومورِدُ اللّهوِ صافٍ من تصافينا
كم قد وردْنا مياهَ العزِّ صافيةً
و كم عَللَنا بها الأرواحَ ثانيَةً
إذْ عينُها لم تكن بالمنّ آنيةً
و إذ هصرْنا غصونَ الأنسِ دانيةً
قطوفُها، فجنينا منهُ ما شينا
يا سادةً كانَ مغناهم لنا حرما
و كانَ ربعُ حَماةٍ للنّزيلِ حِمَى
كم قد سقيْتم مياهَ الجودِ ربّ ظما
ليسق عهدُكمُ عهدُ الغمامِ فما
كنتم لأرواحِنا إلاّ رياحينا
هل يعلمُ المسكرونا من سماحِهمُ
برشفِ راحِ النّدى من كأسِ راحهمُ
أناّ لبسْنا الضّنا بعدَ التماحهمُ
من مبلغُ الملبسينا بانتزاحهمُ
ثوباً من الحزنِ لا يبلي و يبلينا
إذا ذكرْنا زمانا كان يدركُنا
بالقُربِ منكم، و في اللّذاتِ يُشرِكُنا
لا نملكُ الدمعَ و الأحزانُ تملكُنا؛
إنّ الزمانَ الذي قد كانَ يضحكُنا
آناً بقربكُمُ قد صارَ يبكينا
يا غائبين، و لا تخلو خواطرُنا
من شخصِهم و إنْ اشتاقَتْ نواظرُنا
و اللَّهِ لا ينقضي فيكم تفكّرُنا
لا تحسبوا نأيَكم عنّا يغيرُنا
إنْ طالمَا غيّرَ النأيُ المحّبينا
إنّا، و إن زادَنا تفريقُنا غُلَلاً
إلى اللّقا، و كسانا بعدَكم عللاً
لم ندعُ غيرَكمُ سُؤلاً و لا أملاً
و اللهِ ما طلبَتْ أرواحُنا بدلاً
منكمْ و لا انصرفَتْ عنكمْ أمانينا
تشكو إلى اللهِ نفسٌ بعضَ ما لقيَتْ
غبّ النعيمِ الذي من بعدِه شقيَتْ
فيا سَحاباً بهِ كلُّ الورى سُقِيتْ:
إليكَ منّا سلامُ اللَّهِ ما بقيَتْ
صبابة ٌ بك نُخفيها، فتخفينا
يجاري فيها قصيدة أضحى التنائي لابن زيدون:
-------------------------------------------
كانَ الزمانُ بلقياكم يمنّينا
و حادثُ الدهرِ بالتفريقِ يَثنينا
فعندما صدقَتْ فيكمْ أمانينا
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
و نابَ عن طيبِ لقيانا تجافينا
خِلنا الزمانَ بلُقياكم يسامحُنا
لكي تزانَ بذكراكم مدائحُنا
فعندما سمحَتْ فيكم قرائحُنا
بِنتُم و بِنّا فما ابتلّتْ جوانحُنا
شوقاً إليكم و لا جفَّتْ مآقينا
لم يرضِنا أنْ دعا بالبينِ طائرُنا
شَقّ الجيوبِ، و ما شُقّتْ مرائرُنا
يا غائبينَ و مأواهم سرائرُنا
تكادُ حينَ تناجيكُم ضمائرُنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسّينا
حمدْتُ أيّامَ أُنسٍ لي بكم سَعِدتْ،
و أسعدَتْ إذ وَفَتْ فيكم بما وَعدتْ
فاليومَ إذ غِبتمُ، و الدّارُ قد بعُدَتْ،
حالَتْ لفقدكمُ أيامُنا فغدَتْ
سوداً، و كانتْ بكم بيضاً ليالينا
فزْنا بنيلِ الأماني من تشرفِنا،
بقربِكم، إذا برينا من تكلفِنا
حتى كأنّ اللّيالي في تصرّفِنا،
إذا جانبُ العيشِ طلقٌ من تألفِنا
ومورِدُ اللّهوِ صافٍ من تصافينا
كم قد وردْنا مياهَ العزِّ صافيةً
و كم عَللَنا بها الأرواحَ ثانيَةً
إذْ عينُها لم تكن بالمنّ آنيةً
و إذ هصرْنا غصونَ الأنسِ دانيةً
قطوفُها، فجنينا منهُ ما شينا
يا سادةً كانَ مغناهم لنا حرما
و كانَ ربعُ حَماةٍ للنّزيلِ حِمَى
كم قد سقيْتم مياهَ الجودِ ربّ ظما
ليسق عهدُكمُ عهدُ الغمامِ فما
كنتم لأرواحِنا إلاّ رياحينا
هل يعلمُ المسكرونا من سماحِهمُ
برشفِ راحِ النّدى من كأسِ راحهمُ
أناّ لبسْنا الضّنا بعدَ التماحهمُ
من مبلغُ الملبسينا بانتزاحهمُ
ثوباً من الحزنِ لا يبلي و يبلينا
إذا ذكرْنا زمانا كان يدركُنا
بالقُربِ منكم، و في اللّذاتِ يُشرِكُنا
لا نملكُ الدمعَ و الأحزانُ تملكُنا؛
إنّ الزمانَ الذي قد كانَ يضحكُنا
آناً بقربكُمُ قد صارَ يبكينا
يا غائبين، و لا تخلو خواطرُنا
من شخصِهم و إنْ اشتاقَتْ نواظرُنا
و اللَّهِ لا ينقضي فيكم تفكّرُنا
لا تحسبوا نأيَكم عنّا يغيرُنا
إنْ طالمَا غيّرَ النأيُ المحّبينا
إنّا، و إن زادَنا تفريقُنا غُلَلاً
إلى اللّقا، و كسانا بعدَكم عللاً
لم ندعُ غيرَكمُ سُؤلاً و لا أملاً
و اللهِ ما طلبَتْ أرواحُنا بدلاً
منكمْ و لا انصرفَتْ عنكمْ أمانينا
تشكو إلى اللهِ نفسٌ بعضَ ما لقيَتْ
غبّ النعيمِ الذي من بعدِه شقيَتْ
فيا سَحاباً بهِ كلُّ الورى سُقِيتْ:
إليكَ منّا سلامُ اللَّهِ ما بقيَتْ
صبابة ٌ بك نُخفيها، فتخفينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق