الثلاثاء، 29 أبريل 2014

( كلمتين بالبلدي ).. يعتقدون أنهم كباراً وما هم بكبارِ فقد أهدروا قيمة العدل .. بقلم د.شهيرة عبد الهادي

كلمتين بالبلدي
------------------
يعتقدون أنهم كباراًوما هم بكبارٍفقد أهدروا قيمة العدل --------------------------------------------------

عندما  ينتشر فيديو لأحد المعلمين يقوم بالتدريس  للتلاميذ والتلميذات  وهو يرقص في معهده التعليمي .. كما يستخدم  مرافقاً له يرقص بالتنورة  على أساس أن هذا إسلوب تربوي من وجهة نظره .. ووجهة نظر البعض.. ثم  تستضيفه الفضائيات الموجهة للشعب المصري ..كمثال يُحتذى به .. وعندما  يكون خريجي جميع كليات الجامعات المصرية بلا استثناء ..  ليسوا على المستوى العلمي  الذي نرجوه لمصر ..حيث نجد أن  منهم .. من أخطائه في اللغة العربية لا تُعد ولا تُحصى .. على سبيل المثال   لا الحصر .. ثم  نجد الطالب يضغط على المعلم  ويُتاجر بالظروف من أجل  الحصول على ما لا يستحقه وما لم يبذل فيه مجهوداً .. والمسؤول يُرضي الطالب ولو الضغط عليه  ..  والمسؤول  يُرضي الطالب  ولو على حساب العملية التعليمية .. والأستاذ يُجامل الطالب  وأحياناً يستغله .. وتكون النتيجة انهيار أركان العملية التعليمية  .. وعندما تُقتحم الكليات بالجامعات  المصرية  وتُنتهك حرماتها  من قبل مجموعات  تمسك في أيديها  السيوف والسنج ..  وتُخِّرب المباني  .. وتقتل الطلاب  وتجرح غيرهم .. وتُثير الرُعب في نفوس الباقي  .. ويقف الطلاب ضد بعضهم البعض  يتحاربون .. وهناك من يعمل في هذا المكان كلية كانت أو جامعة وله مصالح و يستغل هذه الأحداث و يصطاد في الماء العكِر .. وعندما نجد تعليقات على أحكام القضاء في مصر.. وإحدى أمهات المحكوم .. وعندما  نجد تعليقات  على أحكام القضاء في مصر.. وإحدى أمهات  المحكوم عليهم تقول بالحرف الواحد  وهي حزينة على إبنها  المحكوم عليه بالإعدام أو السجن " والله ما بيصلي والله ما يعرف طريق الجوامع " .. وعندما نرى ظباط  الشرطة   يُقتلون ويسحلون  ويُمثل بجسسهم .. وتُسرق  أقسام الشرطة  من قبل  أبناء  مصر  بالمناطق  الأكثر فقراً في  مصر .. وبصورة غريبة ومُرعبة وجديدة على المجتمع المصري ..و لم أكن أتصور أنها  بهذا الشكل في يوم من الأيام .. ولا يُمكن أن توصف  إلا بأنها تعكس أمراضاً اجتماعية خطيرة  في مصر .. وعندما  نرى الدم يروي شقوق  شوارع مصر من كل  فريق وجماعة  وطائفة  من شعب مصر .. وعندما تتقسم البلد إلى جماعات وطوائف وشيع وملل ونحل يعادي بعضهم البعض  يتقاتلون ويتناحرون .. فلابد وأن ندرك أن العطب والخلل  قد أصاب  القيم  والمبادئ .. وأهم قيمة  وأهم مبدأ .. هو  العدل .. نعم العدل  الذي أغفله حُكَّام مصر على مر العصور .. نعم كل حاكم  في مصر .. من أصغر  حاكم يقود عملاً صغيراً فيها ..إلى أكبر حاكم في مصر يجلس على عرشها .. مع أنهم  قد قرأوا سابقاً و يعلمون جيداً  أن "العدل  أساس الملك "  وأحيانا يُعلقونها ديكوراً  فوق رؤوسهم كلوحة جميلة مزركشة للزينة  .. في مكاتبهم  وأماكن عملهم .. لكن يبدوا أنهم يكتفون بأنها للزينة فقط ..ويكتفون بأنهم يحفظونها  مجرد كلمات .. ويرددونها  قولاً لا فعلاً  .. ولا يدركونها ولا يُفعِّلونها .. إن  مثل هذه الظواهر السابقة الخطيرة وغيرها  هي نتيجة غياب العدل .. وانتشار الجهل والفقر والمرض الصحي والنفسي  والاجتماعي كنتيجة طبيعية  لغياب هذا العدل .. والذي  من نتائجه  أيضاً أن تمتلئ القلوب بالحقد والكراهية والبغضاء .. ضد  بعضنا البعض.. وضد بلدنا ..وحتى ضد  حوائط منشآت بلدنا .. وللأسف ..وبرغم ما يحدث كل يوم  من أحداث مؤسفات مُرعبات  واضحة وضوح الشمس للجميع .. فكل .. مَنْ .. مَنَّ الله عليه .. بمركز أو سُلطة .. من خلالها  يعتقد   هو  نظراً  " لتضخم الذات لديه " .. أنه هو الأكبر والأقوى  والأوحد .. فـ يزداد  تجبراً  وطمعاً وجشعاً  ويزداد استيلاءً على حقوق الصغير الذي يعتبره من وجهة نظره   صغيراً  - مع أن هذا الصغير "هو الأكبر  والأنزه والأشرف "   في تصرفاته  وسلوكياته الحميدة القانعة  - .. ونتيجة لذلك يزداد الفقير حقداً  وكراهية  لهم ولمجتمعه ولبلده .. فإذا ما أتيحت له الفرصة  قتل ونهب وسرق  حتى ولو باكو بسكويت أو قطعة سلاح .. ونافق وعلَّم بالرقص  ..ولو بالرقص على الحبال أو الرقص في قاعة علِم  .. لأنه لا يجد أمامه سوى هذا الإسلوب الرخيص  لكي  يحصل به ولو على جزء يسير من حقوقه  في مجتمع ضاعت فيه قيمة العدل .. وأسفاة .. وأسفاة .. على كبارٍ يعتقدون أنهم كباراً وما هم بكبار .. قد عُميت قلوبهم وأبصارهم  وبصيرتهم .. فهم صم بكم عمي لا يفقهون لا يعقلون  لا يدركون  لا يعتبرون.. إلى متى سيستمر هذا الوضع المؤسف ؟
-----------------------
د.شهيرة عبد الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق