=================
شاهدت الآن المؤتمر الذي أعلن فيه الأستاذ حمدين صباحي قراره بالترشح للرئاسة .. وفرحة مؤيديه العارمة بذلك .. ليس مجال حديثي الآن المؤتمر ولا ترشح الأستاذ حمدين .. وإنما هذا الموقف جعلني أعود بذاكرتي إلى الوراء قليلا في الماضي القريب جداً .. فتذكرت مشاهد فيها عِبرٌ لمن يعتبر.. عبَّرت عنها سيكولوجية الشعب المصري العظيم التي تظهر في مثل هذه المواقف .. فالشعب المصري الصبور المثابر كان يرقص ويطبل ويزمر ويغني ويقوم بعمل " كودية زار" في الـ 18 يوم التي قضاها في ميدان التحريرمن يوم الثلاثاء 25 يناير 2010 حتى يخلع الرئيس الأسيق " مبارك" وانتهى بخلعه فعلاً في 11 / 2 / 2011.. وهو نفس الشعب الرائع الذي كان يرقص ويطبل ويزمر ويغني ويقوم بحفلات لم نشهد لها مثيل فرحاً بتولي الدكتور مرسي الحكم في 30 / 6/ 2012.. وهو هو نفس الشعب الذكي كان يرقص ويطبل ويزمر ويغني وهو ينزع الحكم من الدكتور مرسي في 30 / 6 / 2013.. وهو هو هو نفس الشعب الجبار الذي كان يرقص ويطبل ويزمر ويغني وهو يقول " نعم " لدستور 2014مـ في 14 و 15 يناير 2014.. وفي كل هذه الحفلات الراقصة الغنائية كان أيضاً وفي نفس اللحظة يسب ويشتم ويلعن ويمزق صور من لا يريده ويرفع صور من يريده .. ثم يستثمر هذه المناسبة السعيدة أفضل استثمار.. فهو .. يستثمر العلم المصري وشعارات حركة تمرد وتجرد ورابعة وصورمبارك ومرسي ورابعة وتمرد وتجرد وصوروحلويات و بطاقات السيسي ليأكل عيش .. يعني استثمرها وجعلها سبوبة لأكل العيش أي ليعيش أي ليحيا حياة ولو كانت على هامش الحياة .. هذا هو الشعب المصري ..من يستهين بذكاء الشعب المصري فليتحمل تبعة ذلك .. الشعب المصري الذي يستثمر كل مناسبة ليأكل فيها لقمة عيش .. إذا لم يجد حاكماً بالمرحلة القادمة يوفر له هذه اللقمة بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية .. من المؤكد أنه سيرقص ويطبل ويزمر ويغني وهو يعزله أيضاً .. الشعب المصري إذا أحب رفع حبيبه إلى سابع سماء وإذا كرهه فإنه ينزل به إلى سابع أرض..مع أنه نفس الحبيب والله لم يتغير فيه شئ.. إلا أنه قد أهمله واستهان به وبذكائه .. فلتزرعوا في هذا الشعب العظيم الفرحة ولتدعوه يرقص ويطبل ويزمر ويغني بتحقيق أهداف ثورته .. ولا تفرحوا كمرشحين للرئاسة بالرقص والطبل والزمر والغناء الحالي للشعب المصري .. وحذاري أن تنتقدوا أو تسخروا من رقصه وطبله وزمره وغنائه .. لأن فيها قبلة الحياة لهذا الشعب العبقري ..
-----------------------
د.شهيرة عبد الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق