وأنا أفكر في كل ما حدث ويحدث في مصر منذ 25 يناير 2011مـ وحتى الآن .. وجدتني أتذكر جملة قالها يوسف وهبي الله يرحمه وهي " ما الدنيا إلا مسرح كبير " ؟ ..بالطبع أنا لن أناقش الموقف الدرامي الذي قيلت فيه هذه العبارة .. ولا العمل الأدبي الذي قيلت فيه ولا ما تميز به من إبداع .. لأن هذا يتطلب نوع من أنواع المقارنة العلمية بين حالتين أدبيتين .. والمقارنة تتطلب دراسة الزمان والمكان وعوامل الإثراء البيئي لهذه المفاهيم ومرادفاتها أو قل لها نفسها من منظور علمي يلخص حال البيئة آنذاك و البيئة الحالية .. وأعتقد أن هذا غير متوفر ولن يتوفر على المدى القريب .. لكنني وجدت نفسي أسترجع كلمات يوسف وهبي .. كلما شاهدت برنامجاُ تليفزيونياً حيث أجد أن المذيعين قد تحولوا لممثلين في مسرح الحياة المصرية الآن .. وكلما تابعت المحللين السياسيين أجدهم أيضاً يقومون بأدوار الممثلين الحرفيين في هذا المسرح الذي لم أعد أعرف هل هو كبير أم صغير بالمعنى الأدبي أو العلمي أو النفسي أو الشعبي .. فإذا ماشاهدت المسؤولين عن أمور البلاد والعباد في زمن فات وزمن حالي وما يريدون أن يكونون في زمن أت .. أجد أنني أمام مجموعة من المشخصتية الذين يلعبون أدواراً أحيانا تكون أكبر منهم وأحياناً يكونوا هم من لم يتقنوا أداءها وأجدهم في حاجة ماسة إلى المُلقَّن .. إما أن يُلقنهم من خلف الستار على المسرح أويُلقنهم من تحت خشبة المسرح .. وفي علم النفس لعب الأدوار هذا .. سواء كان فردياً أو جماعياً يلجأ إليه الباحثون والمتعلمون والمعلمون والمثقفون كأحد وسائل أو طرق أو العوامل التي تساعد على تنمية الموهبة والتفوق والذكاء والإبداع عند الطالب .. سواء كان هذا طالب علم ..أو طالب عمل ..أو طالب مسؤولية .. أو طالب سلطة .. لكن من عجائب المسرح الكبير الآن في بلدنا الغالي مصر .. أن كل نظام يأتي يلعب نفس الأدوار التي كان يلعبها النظام السابق له في الحكم ..والذي كان هوبدوره كان ينتقدها فيه من قبل .. والعجيب أن هذا اللعب للأدوار سواء كان فردياُ أو جماعياً والذي لعبته كل الأنظمة السابقة والحالية كان نتيجته أن " كله بيمثل على كله ".. وهذا الكل الذي يمثل على الكل توحد لأول مرة على أنه يمثل على الشعب وحتى لم يوفر لهعم كراسي لكي يكون لهم أماكن في مسرحهم الكبير .. كما أن لعب الأدوار هنا من الأنظمة السابقة والحالية لم يأت لنا لا بالموهبة ولا بالتفوق ولا بالذكاء ولا بالإبداع في حل مشكلات المواطن المطحون الذي يعاني الفقر والجهل والمرض خلال عصور متتاليات رفعت شعارات وشعارات ..منها ما هو اشتراكي ..ومنها ما هو اقتصاد حر.. ومنها ما هو انفتاح اقتصادي ..ومنها ما هو ديني فيه الإسلام هو الحل ..ومنها ما هو الحنو على الشعب المسكين الحزين اللي ظل سنين وسنين من غير حل وفجأة قالولوا عاوزين نشوفلك حل .. وفي النهاية المواطن الفقير الغلبان هو اللي وسطه اتحل .. وأصبح المواطن الفقير الغلبان .. هو المواطن المحتار في بلد لعب الأدوار ..
--------------------
د.شهيرة عبد الهادي
--------------------
د.شهيرة عبد الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق