الخميس، 10 أكتوبر 2013

كلمتين بالبلدي ( هل هذه ظاهرة صحية أن يصبح الفيس بديلاً عن المجتمع الواقعي ) ............ بقلم .د.شهيرة عبد الهادي

 كلمتين بالبلدي 
==========
 أنا كنت .. زعلانة من نفسي .. أن .. انا .. باهرب من الواقع .. نعم أقولها بصراحة .. باهرب من المشكلات التي  أعاني منها في الواقع  والتي لا أستطيع حلها   بل  وأعجز بسبب الأساليب الشيطانية التي يتبعها  بعض البشر للاستيلاء على حقوقي  والعمل على مضايقتي بشتى الطرق .. نعم ..  باهرب  من الواقع إلى عالم    الفيس الافتراضي  لكي أجد نفسي وذاتي فيه .. بسبب سوء تصرفات البشرمن ذوي النفوس الضعيفة  التي فاقت  كل الحدود .. لكن والله ..  وجدت أن  أصدقائي في الفيس  المحترمين  بيخففوا عني الكثير من الآلام التي تحدث لي بسبب مضايقات البشر وما يسببونه  للواحد من مشاكل على أرض الواقع .. كما  أنني  ..و الحمد لله .. وجدت .. أن هناك.. أصدقاء راقيين  جداً .. في الفيس .. وليسوا مزيفين مثل  الموجودين .. في الواقع .. لكن .. أنا .. أتساءل .. أيضاً .. هل .. الفيس .. أصبح .. هو الأم الرؤوم .. بدلاً من المجتمع الأم الذي يجب أن يحتوي جميع أبنائه .. وياترى .. العيب فينا ولا في المجتمع ولا في الناس .. ولا فينا كلنا  ..  والا في المناخ العام .. وهل هذه ظاهرة صحية .. ولماذا نحن .. نصطدم في الواقع .. بينما .. نحن نعيش لحظات صفاء في الفيس .. هل نحن نتجمل في الفيس ..  ولو كنا نتجمل في الفيس ..  هل من يتجمل في الفيس أو يتصنع أو يتكلف ..  ألن يأتي له وقت ويتم اكتشافه ..  ثم أن  فيه بعض الشخصيات  على الفيس معروفة وبياناتها واضحة  ومبادئها ثابتة ..سواء في الفيس أو في الواقع .. بمعنى أنها لا تتصنع ولا تتكلف ولا تكذب ولا تتجمل .. هل ما يحدث في الواقع  هي صراعات  الحياة  بين البشر.. هل  هذه ظاهرة صحية  أن يصبح الفيس بديلاً عن الحياة الواقعية والمجتمع الواقعي.. هل هذه ظاهرة صحية أن يصبح الفيس هو الأم الرؤوم لمن يعاني من آلام الواقع الناتجة عن تجاوزات البشر  .. بجد .. أنا .. أحاور نفسي وأحاور حضراتكم بمنتهى الموضوعية .. هل يُعقل أن يكون الإنسان صاحب المبادئ والذي يراعي ضميره بقدر الإمكان والملتزم بقدر الإمكان  في وسط مجتمع انتشر فيه الفساد الأخلاقي  هو الشاذ ؟  .. كما يقول البعض .. ومن ثم يلجأ إلى عالم الفيس كنوع من العلاج في صورة  الهروب وعندئذ لا يسمى علاجاً وإنما يسمى هروباً ؟ .. قضية .. تشغل بالي .. يا ترى .. ما هو الصح  وما هو الحل .. ما آراء حضراتكم .. تهمني وتسعدني آراء حضراتكم ..
--------------
د.شهيرة عبد الهادي
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق