في ذكرى عبور ونصر 6 اكتوبر 1973 مـ ..
إن العبور الآن يجب أن يكون العبور الداخلي لـ خط أنفسنا حتى نحقق ثورة 25 يناير 2013مـ
======================
كنت أحاول استلهام بعض المشاهد من نصر اكتوبر والعبور العظيم في 6 اكتوبر 1973 مـ ..فإذا بي وأنا أقلب في القنوات والنت .. لأستمتع باسترجاع بعض المشاهد التاريخية في حياة "مصرنا " الغالية أي "بحياتنا " نحن المصريين في لحظات انتصارنا على عدونا الأوحد الإسرائيلي .. فإذا بي أجد عيناي تقع على فيلم تبثه إسرائيل وتتناوله وسائل الإعلام .. يُذكِّرنا بنكسة 1967 مـ .. وما تعرض له جُندنا المصريين وما لحقهم من هزائم وتعذيب بعد أسرهم في السجون الإسرائيلية .. والتي تتلاعب به الآن بالإضافة لما تنشره من أفلام عن تلك الحقبة حتى لا نسعد بالاحتفال بذلك الانتصار العظيم .. وأيضاً بغرض إلحاق هزيمة نفسية بنا الآن بعد ثورتنا التي نتمنى نجاحها والتي قامت في 25 يناير 2011 مـ..كما أنها في ذات الوقت تعد اختباراً للإرادة السياسية في مصر.. ولكنها قد تناست أنه بالإرادة والقوة الروحية البشرية لشعب مصر وجيش مصر خير أجناد الرض والتي استمدها من الله ثم من عدم الاستسلام للهزيمة ومن توحده حول هدف وطني عام .. استطاع هذا الشعب مع جيشه في ظرف 6 سنوات فقط من هزيمته أن يستعيد ذاته وقوته وهويته وأرضه وبلده .. وحدث ذلك من داخل الشعب وجيشه معاً ..نعم من القوة الداخلية للشعب والجيش معاً.. حيث قام الشعب بالثورة الداخلية آنذاك على موروثاته التي تعيقه ..ثورة على مشكلاته الثقافية والتي أساسها التمحور حول " الأنا " وليس الـ " نحن " .. نعم .. ثورة داخلية على الموروثات الأخلاقية ومحاولاً أن تكون هناك ثورة علمية أو تساندها الصحوة العلمية .. ثورة كانت دارسة للتاريخ المصري متمردة عليه وعلى ما فيه من عادات وتقاليد بالية شوهت النسيج الاجتماعي الداخلي .. وحدث انتصار السادس من أكتوبر العظيم في 1973 مـ وحدث عبور القناة وتحطيم خط بارليف الذي كان يشيع العدو أنه لا يقهرولا يمكن عبوره على الإطلاق .. تم ذلك بفضل الله ثم بفضل هذه الثورة الداخلية التي نبعت من القوة الداخلية للشعب وبفضل قوة جيش النيل خير أجناد الأرض .. نعم إنها القوة الداخلية الروحية للشعب.. إنها العبورالداخلي الروحي لخط أنفسنا ..التي إذا ما توفرت فلن يهزمها عتاد العدو ولا عدته مهما كانت قوته ومهما كان من يُسانده .. وهذه القوة لا تظهر إلا في لحظات التوحد حول هدف وطني عام مُلح قوي من شأنه تغيير مسار التاريخ كله .. وهذا في بداياته هو تمام ما حدث في ثورة 25 يناير 2011 مـ في ميدان التحرير في القاهرة وفي كل ميادين التحرير في مصر حينما كان الهدف واحداً عند جميع التوجهات والأيديولوجيات والاتجاهات والأطياف والطوائف والأحزاب في مصر.. تلك الروح القوية التي تجعل من القزم عملاقاً .. وتجعل من الضعيف قوياُ.. فما بالك وشعب مصرعلى مر الزمان وهو العملاق في تحمله ما لا يستطع شعب غيره أن يتحمله من معاناة .. كما أنه عملاقاً في إرادته إذا ما نشأت ونمت وترعرعت في مناخ الوحدة الوطنية والثورة الداخلية على نفسه وليس فقط على نظام أو رئيس أو حكومة .. تلك الروح الوثابة التي كانت تجعل من شاب ثوري "ضعيف" البنية يهزم أحد " البلطجية " في موقعة الجمل في ميدان التحرير في 2 فبراير 2011 مـ .. وكان البلطجي يتصف بصفات جسمية وتدريبية هي أضعاف ما يتصف به الشاب الثوري البطل ضعيف البنية.. كان زملاء الشاب الثوري ضعيف البنية .. يستغربون .. يتعجبون لما فعله من الإتيان بهذا " الهَجَمه " إلى الثوار في الميدان .. يقولون له : كيف تغلبت على هذا " الهَجَمة " .. يرد البطل ويقول بالحرف الواحد : يا جماعة : العدو دائماً جبان لأنه ليس على حق .. وأنا كنت حاسس أن فيا " قوة جبال " .. نعم أن السر في انتصار الشخص الثوري ضعيف البنية على الشخص البلطجي " الهَجَمة " إنما يكمن في " قوة الجبال" التي شعر بها هذا الشاب الثوري ضعيف البنية لكنه أبداً لم يكن ضعيف الإرادة ضعيف الروح ضعيف الثورة الداخلية ..بل كان قوي الإرادة قوي الروح قوي النفس قوي الثورة الداخلية مؤمناً بها .. من أين جاءت له" قوة الجبال" ..جاءت له من تلك القوة الروحية الداخلية التي تملكت من نفسه البشرية المتمسكة بقوة الحق الإلاهية ..الله الله .. فعلا ..إذا ما اجتمعت هذه الروح الثورية الداخلية الوثابة القوية مع التمسك بالحق عند المصري واعتماده على الله و طلب العون منه.. فـ إنه .. الحق ..ثم اجتمعت مع إرادة التغيير الإيجابي والعبور لحدود النفس الضعيفة بأمراضها الاجتماعية .. فإن النصر آتٍ لا محالة .. إذاً فعلينا بالحق ..والحق هنا لن يتأتي إلا بالتغلب على الصراعات الحالية بين الأيديولوجيات والديانات من أجل مصر ومصر فقط وإعلاء مصلحة مصر على المصالح الشخصية الضيقة التي تحكم المآلات الآن .. وعدم نشر الفتنة بين أبناء مصر على أيدي بعض أبناء مصر في الداخل وإعانتهم في ذلك لأعدائنا بالخارج .. وعدم الاستقطابات والتناحرات واستخدام الأيديولوجيات في السياسات للأحزاب والتيارات المختلفة التي عادة ما تدمر البلاد.. وبالتغلب على أمراضنا الاجتماعية والعادات والتقاليد البالية وعلى موروثاتنا الاجتماعية الهدامة مثل الأنمالية وتغليب المصلحة الفردية على مصلحة الوطن .. وفعلا إن العبور الحقيقي الأن هو عبورنا لأنفسنا عن طريق القيام بثورة داخلية على أنفسنا وعلى نظامنا الاجتماعي الملئ بالعورات .. نعم ثورة على تراث بالي من البيروقراطية والروتين القاتل وعلى عادات وتقاليد قد طغت على العلم والتعليم والبحث العلمي وعدم الاعتراف به أو الاستهانة في التمسك به واستثماره لتنمية البلاد .. نعم ثورة على الضمير الذي أصابته الكثير من الأمراض المجتمعية .. لأن التغيير لن يحدث عن طريق بتغيير رئيس وحكومه ونظام .. لا .. إن التغيير الذي يجب أن يحدث هو تغييرنا نحن الشعب للأفضل .. نعم تغييرنا نحن كأفرد للأفضل .. بحيث يكون حبنا لبلدنا مصر هو الشغل الشاغل لنا فعلاً لا قولاً .. فيكون الضمير هو القانون الذي يحكمنا ..وأن يعرف كل مواطن واجباته قبل حقوقه.. وأن يلتزم كل مواطن بالنظام وعدم التعدي علي حق الغير.. وأن يلتزم بتعاليم الدين مع احترام ذوي الديانات المختلفة ..وأن يتمتع الفرد بالسلوك الحضاري في التعامل مع المنشأت والشوارع وكل مكان علي أرض مصر.. وأن تكون القيادات على مستوى شعوبها تحترمها تصارحها ..إن قوة شعب مصر التي ننتظرها والتي ستؤدي إلى نجاح ثورة 25 يناير هي في قوة ثورته الداخلية على نفسه وعلى تخطي حدود نفسه إلى نفسه .. في قوته البشرية السليمة التي قد تعافت من جميع أمراضها الاجتماعية المعيقة لتقدمها أخلاقياً وعلمياً والتي من شأنها أن تحطم خط تراجعها وتخلفها .. وليست فقط في الصناعات والموارد المادية والعتاد والمعونات والمساندات فكل ذلك لن يؤتي ثماره إن لم نتغير نحن من الداخل للأفضل .. إن ثورتنا الحقيقية .. يجب أن تكون ثورة أخلاقية وعلمية وتعليمية مجتمعية .. والمصريون قادرون بإذن الله على التغلب على كل الصعاب وعلى بناء مصر الجديدة .. بعد أن قاموا ببداية ثورة يتمنون نجاحها ..
-----------------
د.شهيرة عبد الهادي
الأسكندرية
5 اكتوبر 2013 مـ
إن العبور الآن يجب أن يكون العبور الداخلي لـ خط أنفسنا حتى نحقق ثورة 25 يناير 2013مـ
======================
كنت أحاول استلهام بعض المشاهد من نصر اكتوبر والعبور العظيم في 6 اكتوبر 1973 مـ ..فإذا بي وأنا أقلب في القنوات والنت .. لأستمتع باسترجاع بعض المشاهد التاريخية في حياة "مصرنا " الغالية أي "بحياتنا " نحن المصريين في لحظات انتصارنا على عدونا الأوحد الإسرائيلي .. فإذا بي أجد عيناي تقع على فيلم تبثه إسرائيل وتتناوله وسائل الإعلام .. يُذكِّرنا بنكسة 1967 مـ .. وما تعرض له جُندنا المصريين وما لحقهم من هزائم وتعذيب بعد أسرهم في السجون الإسرائيلية .. والتي تتلاعب به الآن بالإضافة لما تنشره من أفلام عن تلك الحقبة حتى لا نسعد بالاحتفال بذلك الانتصار العظيم .. وأيضاً بغرض إلحاق هزيمة نفسية بنا الآن بعد ثورتنا التي نتمنى نجاحها والتي قامت في 25 يناير 2011 مـ..كما أنها في ذات الوقت تعد اختباراً للإرادة السياسية في مصر.. ولكنها قد تناست أنه بالإرادة والقوة الروحية البشرية لشعب مصر وجيش مصر خير أجناد الرض والتي استمدها من الله ثم من عدم الاستسلام للهزيمة ومن توحده حول هدف وطني عام .. استطاع هذا الشعب مع جيشه في ظرف 6 سنوات فقط من هزيمته أن يستعيد ذاته وقوته وهويته وأرضه وبلده .. وحدث ذلك من داخل الشعب وجيشه معاً ..نعم من القوة الداخلية للشعب والجيش معاً.. حيث قام الشعب بالثورة الداخلية آنذاك على موروثاته التي تعيقه ..ثورة على مشكلاته الثقافية والتي أساسها التمحور حول " الأنا " وليس الـ " نحن " .. نعم .. ثورة داخلية على الموروثات الأخلاقية ومحاولاً أن تكون هناك ثورة علمية أو تساندها الصحوة العلمية .. ثورة كانت دارسة للتاريخ المصري متمردة عليه وعلى ما فيه من عادات وتقاليد بالية شوهت النسيج الاجتماعي الداخلي .. وحدث انتصار السادس من أكتوبر العظيم في 1973 مـ وحدث عبور القناة وتحطيم خط بارليف الذي كان يشيع العدو أنه لا يقهرولا يمكن عبوره على الإطلاق .. تم ذلك بفضل الله ثم بفضل هذه الثورة الداخلية التي نبعت من القوة الداخلية للشعب وبفضل قوة جيش النيل خير أجناد الأرض .. نعم إنها القوة الداخلية الروحية للشعب.. إنها العبورالداخلي الروحي لخط أنفسنا ..التي إذا ما توفرت فلن يهزمها عتاد العدو ولا عدته مهما كانت قوته ومهما كان من يُسانده .. وهذه القوة لا تظهر إلا في لحظات التوحد حول هدف وطني عام مُلح قوي من شأنه تغيير مسار التاريخ كله .. وهذا في بداياته هو تمام ما حدث في ثورة 25 يناير 2011 مـ في ميدان التحرير في القاهرة وفي كل ميادين التحرير في مصر حينما كان الهدف واحداً عند جميع التوجهات والأيديولوجيات والاتجاهات والأطياف والطوائف والأحزاب في مصر.. تلك الروح القوية التي تجعل من القزم عملاقاً .. وتجعل من الضعيف قوياُ.. فما بالك وشعب مصرعلى مر الزمان وهو العملاق في تحمله ما لا يستطع شعب غيره أن يتحمله من معاناة .. كما أنه عملاقاً في إرادته إذا ما نشأت ونمت وترعرعت في مناخ الوحدة الوطنية والثورة الداخلية على نفسه وليس فقط على نظام أو رئيس أو حكومة .. تلك الروح الوثابة التي كانت تجعل من شاب ثوري "ضعيف" البنية يهزم أحد " البلطجية " في موقعة الجمل في ميدان التحرير في 2 فبراير 2011 مـ .. وكان البلطجي يتصف بصفات جسمية وتدريبية هي أضعاف ما يتصف به الشاب الثوري البطل ضعيف البنية.. كان زملاء الشاب الثوري ضعيف البنية .. يستغربون .. يتعجبون لما فعله من الإتيان بهذا " الهَجَمه " إلى الثوار في الميدان .. يقولون له : كيف تغلبت على هذا " الهَجَمة " .. يرد البطل ويقول بالحرف الواحد : يا جماعة : العدو دائماً جبان لأنه ليس على حق .. وأنا كنت حاسس أن فيا " قوة جبال " .. نعم أن السر في انتصار الشخص الثوري ضعيف البنية على الشخص البلطجي " الهَجَمة " إنما يكمن في " قوة الجبال" التي شعر بها هذا الشاب الثوري ضعيف البنية لكنه أبداً لم يكن ضعيف الإرادة ضعيف الروح ضعيف الثورة الداخلية ..بل كان قوي الإرادة قوي الروح قوي النفس قوي الثورة الداخلية مؤمناً بها .. من أين جاءت له" قوة الجبال" ..جاءت له من تلك القوة الروحية الداخلية التي تملكت من نفسه البشرية المتمسكة بقوة الحق الإلاهية ..الله الله .. فعلا ..إذا ما اجتمعت هذه الروح الثورية الداخلية الوثابة القوية مع التمسك بالحق عند المصري واعتماده على الله و طلب العون منه.. فـ إنه .. الحق ..ثم اجتمعت مع إرادة التغيير الإيجابي والعبور لحدود النفس الضعيفة بأمراضها الاجتماعية .. فإن النصر آتٍ لا محالة .. إذاً فعلينا بالحق ..والحق هنا لن يتأتي إلا بالتغلب على الصراعات الحالية بين الأيديولوجيات والديانات من أجل مصر ومصر فقط وإعلاء مصلحة مصر على المصالح الشخصية الضيقة التي تحكم المآلات الآن .. وعدم نشر الفتنة بين أبناء مصر على أيدي بعض أبناء مصر في الداخل وإعانتهم في ذلك لأعدائنا بالخارج .. وعدم الاستقطابات والتناحرات واستخدام الأيديولوجيات في السياسات للأحزاب والتيارات المختلفة التي عادة ما تدمر البلاد.. وبالتغلب على أمراضنا الاجتماعية والعادات والتقاليد البالية وعلى موروثاتنا الاجتماعية الهدامة مثل الأنمالية وتغليب المصلحة الفردية على مصلحة الوطن .. وفعلا إن العبور الحقيقي الأن هو عبورنا لأنفسنا عن طريق القيام بثورة داخلية على أنفسنا وعلى نظامنا الاجتماعي الملئ بالعورات .. نعم ثورة على تراث بالي من البيروقراطية والروتين القاتل وعلى عادات وتقاليد قد طغت على العلم والتعليم والبحث العلمي وعدم الاعتراف به أو الاستهانة في التمسك به واستثماره لتنمية البلاد .. نعم ثورة على الضمير الذي أصابته الكثير من الأمراض المجتمعية .. لأن التغيير لن يحدث عن طريق بتغيير رئيس وحكومه ونظام .. لا .. إن التغيير الذي يجب أن يحدث هو تغييرنا نحن الشعب للأفضل .. نعم تغييرنا نحن كأفرد للأفضل .. بحيث يكون حبنا لبلدنا مصر هو الشغل الشاغل لنا فعلاً لا قولاً .. فيكون الضمير هو القانون الذي يحكمنا ..وأن يعرف كل مواطن واجباته قبل حقوقه.. وأن يلتزم كل مواطن بالنظام وعدم التعدي علي حق الغير.. وأن يلتزم بتعاليم الدين مع احترام ذوي الديانات المختلفة ..وأن يتمتع الفرد بالسلوك الحضاري في التعامل مع المنشأت والشوارع وكل مكان علي أرض مصر.. وأن تكون القيادات على مستوى شعوبها تحترمها تصارحها ..إن قوة شعب مصر التي ننتظرها والتي ستؤدي إلى نجاح ثورة 25 يناير هي في قوة ثورته الداخلية على نفسه وعلى تخطي حدود نفسه إلى نفسه .. في قوته البشرية السليمة التي قد تعافت من جميع أمراضها الاجتماعية المعيقة لتقدمها أخلاقياً وعلمياً والتي من شأنها أن تحطم خط تراجعها وتخلفها .. وليست فقط في الصناعات والموارد المادية والعتاد والمعونات والمساندات فكل ذلك لن يؤتي ثماره إن لم نتغير نحن من الداخل للأفضل .. إن ثورتنا الحقيقية .. يجب أن تكون ثورة أخلاقية وعلمية وتعليمية مجتمعية .. والمصريون قادرون بإذن الله على التغلب على كل الصعاب وعلى بناء مصر الجديدة .. بعد أن قاموا ببداية ثورة يتمنون نجاحها ..
-----------------
د.شهيرة عبد الهادي
الأسكندرية
5 اكتوبر 2013 مـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق