السبت، 10 أغسطس 2013

جاء رمضان وكما جاء ذهب .. ونحن كما نحن .. .............. بقلم د.شهيرة عبد الهادي


جاء رمضان 1434 مـ  2013 مـ ..وكما جاء ذهب وأتبعه عيد الفطر ونحن كما نحن ..  لم  نشعر به ولم نشعر بالعيد  .. ونحن في حال اختلطت فيها  المشاعر وتلعثمت معها كلمات  التهاني والوداع والتمني ..  تخرج الكلمات  من بين شفاهنا فقط .. مجرد كلمات.. كلمات  للتهاني  بالقدوم ..وكلمات لوداع شهر كريم ..وكلمات  التمني بالعودة..مجرد كلمات .. ونحن لا نستشعرمعانيها .. ولا نعيش معها  سعادة المُحب المُشتاق المُترقب  لرمضان قادم  وعيد آتِ .. وكأن الأمل مات ..أو على الأحرى .. قتلوه ..  فقد سرقوا  فرحتنا ..بل قتلوها  .. لقد  سرقوا بهجتنا.. بل قتلوها  .. لقد سرقوا سعادتنا .. بل   قتلوها  .. بصراعِ مقيت شرير قبيح  على  سلطةِ زائلة .. أريقت معه  دماء المصريين على أرض المصريين بأيدي المصريين  .. في شهر الصيام .. الهدف من صيامه   تحقيق   التقوى  عن طريق كبح جماح النفس  البشرية  وتدريبها وتهذيبها وترويضها  على التحكم في شهواتها   بامتناعها طواعية  عن  حلال  أحلّه الله  في  ساعات مًحددة .. حتى   تتعلم تلك النفس الابتعاد  عن   ما   حرمه  الله  طوال  العمر .. لكن هيهات  هيهات .. لقد أصرّوا  أن  يُقبل علينا  رمضان  والعيد .. ونحن  نعيش في حالة انقسام وشرذمة لم تحدث من قبل  حتى وصلت داخل كل بيت وأسرة صغيرة .. تغلفها  مشاعر الحقد والكراهية والبغضاء وسوء الظن .. ودماء  مصرية تسيل على أرض مصرية  بأيدي مصرية .. وهل هناك حرمة أشد من حرمة الدماء  في شهر الصيام .. أي مأساة تلك التي نعيشها .. دم هنا ودم هناك .. كذب هنا وكذب هناك .. شتائم هنا وشتائم هناك .. سباب هنا وسباب هناك ..إشاعات هنا وإشاعات هناك .. توعد وتهديد ووعيد  هنا  .. وتوعد وتهديد ووعيد  هناك .. أين أخلاقيات الإسلام   يا صائمي شهر رمضان .. أين  مبادئ الإسلام  وقواعده  في المعاملات  والتعاملات والسلوكيات  بينكم  يا من كنتم  ترتادون المساجد لتسمعوا القرآن في شهر القرآن و ليالي القرآن .. لقد بحثت عنها  فلم أجدها .. وتمنيت لو أجدها .. ولعلي أجدها فيما هو آت .. وأتمنى أن أجدها فيما هو آت .. وأطلب من الله .. وأدعوا الله .. أن يأتي علينا رمضان القادم وعيد الفطر .. ومصر والعالم العربي والعالم الإسلامي والعالم أجمع .. يعيش في أمن وأمان وسلام وتسامح واستقرار .. وأن تحقن  دماء المصريين وكل  الدماء  لأي إنسان على وجه الأرض.. فالإنسانية لا دين لها ولا وطن .. وحرمة الدماء لا يُضاهيها حرمة .. يا رب يا الله .. اللهم نسألك عطاء الربوبية وعطاء الألوهية  أن تحقن دمائنا ودماء كل إنسان .. وأن تأمر بكلمة كن فيكون منك  بنشر الإنسانية بين عبادك ..  إنك على ما تشاء قدير ..
----------------
د.شهيرة عبد الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق