{ رسالةٌ من أبي العراق إلى أمي مصر }
أم الدنيا .... ماء مسحور في فضاء الرّوح المفتوحة لكِ حباً
من وضح النيل الساكن في ضلوعكِ يزركش أحلام العرب
أي معنى لهذا الكون
إن لم تظلّله حدائقكِ الندية
ومآذنكِ المملوءة بأقواس النور
أم الدنيا ..... حاضنة فرح الأولين
ترسم شكل التأريخ على رخام ترابكِ الطرب
هناكَ القناديل التي أشعلتها "كيلوبترا"
باحة عشاق ... تدق أجراس الفرح
يا أم الدنيا إن عزفت ملحمة الشذى
سيحتفل الكون بالأحلام الجديدة
وإن غاب التاريخ نجده في أسوارك المذهبة
وضفاف نيلكِ ...
نخلة أنتِ يا جسد كيلوبترا
وحنجرة أم كلثوم
أنتِ يا مدينة تولد في السّماء
في كل حلم يأتي
أنتِ فاكهة القصيد وحمام على كف الشعراء يحنو
من أي الجهات أدخلكِ وكل الكون مداكِ الوارف
يا إبنة المعز ….. النيل يناولكِ الخلود
أعبري العشب على ضفافه
الماء يحرس حلمكِ دوما
هذه كفكِ تصعد أفقيا
تهيء البياض بين أناملكِ كما "الأزهر"
وهذا قميصكِ الفضي
وروض قلبكِ الندي
تمرق من أناملكِ الأدعية بيضاء كما الأزهر
يضحكُ في ثوبكِ البهي "ريحانة الرسول" معه سحر البياض
يسأل عن جيرانه وعربه وقاصديه
من يعرني وجهه البهي في وضوء الوداد في وريده البهي
من يعطني سمرة أبنائها على تفاصيل القصيد
من يهدي لي خفة دمه النابض في وشوشة الصباح
وجه القاهرة أبهى من وجه الجنة في عفة الماء
وحكاية الربيع صورة منتصرة لإبنة الدنيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق