لماذا نكره .. إذا كان في إمكاننا أن نُحب .. لماذا نبذل طاقة في كراهية الآخرين .. إذا كنا قادرين على بذل نفس القدر من الطاقة في حبهم .. لماذا نجعل نفوسناً أسيرة الكراهية وعبدة له .. ما دمنا قادرين على أن نجعلها أسيرة الحب .. لماذا نبذل جهداً في الكره .. ونحن قادرون على أن نبذل مثل ذلك الجهد وأكثر في الحب .. إن الحب من شأنه أن يُعطيك الطاقة دون أن تبذل أنت مجهوداً في ذلك .. إن الحب يمنحك الجهد التلقائي الذي تسعد به وأنت تحب دون أن تشعر أنك قد بذلت جهداً .. إن الحب يجعلك تتنفس عبق الحياة وأفق تلاقي النبل من الأخلاق والأجمل من القيم .. إن الحب يوصل شفق اليوم بغسقه في تلاقي الأرواح المجندة حينما يحب المحبوب حبيبه في إطار من حب الله وفيه ومنه وله ..وسبحان من جعل بذرة الحب بين المحبوبين هي الرحمة والمودة .. ويا الله على ما تحمله هاتين الكلمتين من معاني فكرة الحب .. فـ الحب يُنعم على الإنسان بقبلة الحياة طهرأً وعفافاً ونقاءً وإخلاصاً ورحمة ومودة ووئاما وعطاءاً وسلاماً .. إذاً : لماذا نحيد مشاعرنا تجاه البعض ممن هم حولنا بدعوى أنهم لا يستحقون الحب إذا كنا قادرين على أن ندرب أنفسنا على حب ما فيهم من جوانب إيجابية .. إن الحب فكرة .. نعم فكرة .. يضعها الله في قلب المحب لمحبوبه .. نعم فكرة.. صفاتها الطهروالنقاء والعفاف والغني والمودة والرحمة والإيثار .. إن الحب فكرة.. جوهرها البعد عن كل ما هو مادي ملموس إلى ما هو روحاني شفاف محسوس .. ليس لبعد ملائكي في النفس البشرية وإنما هو في إطار جزء ملائكية البشر التي منحها الله للنفس البشرية المخلصة المؤمنة حينما منحها الله حبه لهم وطالبهم بنشر تلك الفكرة .. إن الحب بهذا المعنى فكرة ومضمون لا يشوهها إلا تفكير من أراد أن يجعل نفسه عبداً وأسيراً للكراهية .. كما أن الحب بذرة من جنة الله يغرسها في قلب من يحب من عباده .. إن الحب هو فلسفة حياة فلنحاول عن طريق التمسك بملائكية الفكرة التغلب على شيطانية نفس الفكرة بأنانية النفس في تطبيقها داخل كل منا والعمل على تحويلها عن مسارها الطبيعي .. قد يبدوا ذلك صعب التطبيق لدى البعض في إطار نظرته إلى النفس البشرية على إنها متقلبة الهوى مع متغيرات الحياة وكل منا قد تعرض لذلك .. لكن بالإيمان وبالتدريب والتأكيد على الجوانب الإيجابية في الشخصية الإنسانية سنُحب الحبيب ونُحب الجميع وقبل ذلك وبعده سنُحب الله .. وذلك بأن نتبنى فكرة الحب كما طالبنا بها الله سبحانه وتعالى فيه ومنه وله .. وهنا أتذكر مقولة لي أحبها وأحب ترديدها .. وهي .. سيظل قلبي قلب محب .. وسيظل قلبي قلب طفلة صغيرة .. فـ أنا لا أستطيع أن أحيا بدون حب .. وسأحاول أن يكون عقلي حكيماً حتى أعيش فكرة الحب ولا أجعلها تبتعد عن مسارها الإلهي ..
-----------------------
د.شهيرة عبد الهادي
21 /7 / 2013 مـ
12 رمضان 1434 هـ
-----------------------
د.شهيرة عبد الهادي
21 /7 / 2013 مـ
12 رمضان 1434 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق