السبت، 20 يوليو 2013

مقال هام : يتحدث عن بيان حزب " النور" السلفي حول خطايا فترة حكم مرسي .. عن .. اليوم السابع

"النور" يكشف خطايا الإخوان خلال فترة حكم مرسى.. بيان داخلى للحزب السلفى: الرئاسة لم تتعامل مع رسائل الجيش بجدية.. والإسلاميون شعروا بأن "الحرية والعدالة" حزب وطنى آخر

السبت، 20 يوليو 2013 - 13:33
صورة أرشيفية صورة أرشيفية
Add to Google
رصد بيان داخلى بحزب النور، يوضح فيه موقفه من الاتهامات التى توجه له بسبب ما يتردد عن خذله جماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد وجوده أثناء الإعلان العسكرى عن عزل الرئيس محمد مرسى.

وأشار البيان الذى حمل عنوان "هل خذل حزب النور د.مرسي"، إلى أن الحزب يواجه اتهامات بالتخلى عن د.مرسى، والتى يضاف إليها ترديد الكثير من الظنون والاتهامات الباطلة وهذا فى حد ذاته سبب من أسباب الفشل، وأكد الحزب أنه يكتفى فى ذلك كله ببيان مواقفه بأوجز عبارة، دون أن يعرض الكثير من التفاصيل؛ حتى لا يزيد عرضها هوة الخلاف، ولأن عرض هذه التفاصيل قد يصب فى خانة اللوم فى وقت الشدة، وهو أمر نترفع عنه، بحسب البيان.

وتابع:"إلا أن الأمر ازداد بدخول كثير من الدعاة إلى الحلبة لينشروا بيانات زاعمين فيها تبرأ علماء السلفية من حزب النور، مع أن كثيرًا منهم من جماعة الإخوان، وقال البيان، إن كانت النصيحة مقبولة من كل أحد؛ فنريد أن نذكر هؤلاء الدعاة أنهم رفضوا كثيرًا من فتاوى علماء ومشايخ كانوا يعدونهم أئمة العصر؛ بدعوى جهلهم بالواقع، فلماذا يتسرعون هاهنا بالكلام على واقع لا يدرونه؟!"

وتابع نص البيان:لاسيما أن معظمهم يلوم على حزب النور أن يستقل بقراره رغم حداثة عهده بالسياسة، ومن ثم ينصحونه أن يبقى فى صف التيار الإسلامى، فإذا حللت خطابهم وجدت أن كلامهم يعنى الانقياد خلف الاجتهادات السياسية لجماعة الإخوان، والصف الإسلامى هو مَن قبل هذا الأمر؛ لأن كل من سواهم حديث عهد بالسياسة.

ثم أن الناصح نفسه فى معظم الأحيان لا يُعلم عنه اشتغال بالسياسة فى بلده، ومن كان مشتغلاً بها فى بلده لا يعرف تفاصيل الواقع المصرى، فتجد أن حاصل نصيحته هى تقليد لاجتهاد الإخوان، بل تقليد لاجتهاد مجموعة معينة من قيادات الإخوان سبق لهم بأعيانهم -بالاشتراك مع آخرين توفاهم الله- فى قيادة الإخوان فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، وهو تاريخ لا نود أن نفتحه الآن حتى لا نوغر الصدور، ولكن نكتفى بالإشارة إلى ضرورة التعلم من أخطاء الماضى.

خلاصة الأزمة
- لا شك أن جماعة الإخوان يوم أخذت قرارها بتقديم مرشحًا رئاسيًا كانت تعلم حجم المشكلات التى تمر بها مصر، وكانت تعلم بوجود الدولة العميقة، وانتشار الفساد، وانهيار الاقتصاد، وقام نوابها فى البرلمان قبيل الانتخابات الرئاسية بالرد على بيان الحكومة بأن طموحات الإصلاح الاقتصادى فى البيان دون المستوى المطلوب.

وتركزت الدعاية الانتخابية للمهندس خيرت وللدكتور مرسى من بعده على أن الجماعة قادرة على تثبيت مشاكل الطاقة والكهرباء والأمن والنظافة، وهى المشكلات التى وصفتها بالمفتعلة، وأنها تحتاج 100 يوم من استقرار الوضع فى هذه المجالات ومنع التلاعب، التى زعمت الجماعة معرفتها التامة بآليات التلاعب فيها.

طبعًا هذه نقطة فى غاية الأهمية؛ لأن هذا هو المفتاح الذى استطاع خصوم الجماعة أن يسقطوها من خلاله، لا سيما أن الجماعة بالغت فى دعوة الناس إلى التظاهر والخروج والتنديد و... إذا فشلت فى وعودها، حتى أن د. مرسى قال فى إحدى حوارته إنه لو تظاهر ضده العشرات فسوف يترك الحكم.
- فشل مشروع ال 100 يوم فشلاً ذريعًا، وأدركت الجماعة عجزها عن مقاومة الدولة العميقة، وحاول معارضو الدكتور مرسى استثمار ذلك فى إسقاطه مبكرًا، ولكن التيار الإسلامى ومنه الدعوة السلفية استطاع إقناع الناس بعدم الوقوف عند وعود ال 100 يوم؛ لقصر المدة، ولأن الدستور لم يكن قد أقر بعد.
- صدر الإعلان الدستورى الذى ما زال حتى الآن ابنًا لقيطًا كل الأطراف تتبرأ منه، وقد أيدنا فحواه، ورفضنا بعض بنوده، وتم تعديلها فيما بعد ليتم إخراج الدستور، ولكن كان هذا الإعلان كفيلاً بخلق جبهة معارضة هى جبهة الإنقاذ، وإن كان التيار الإسلامى استطاع التغلب عليها فى قضية الدستور.
- كان من المنتظر بعد الدستور أن تتم محاولة استيعاب جميع مؤسسات الدولة، واستيعاب المعارضة ودفعها إلى العملية السياسية، وفتح الباب أمام عودة ملايين ممن انتسبوا إلى النظام السابق فى الدخول إلى الحلبة، ولكن بضوابط أخلاقية جديدة، ولكن فى المقابل تم تمرير مادة العزل السياسى فى الدستور من خلال تحالف الوسط والحرية والعدالة، فى حين طالب الكثير من العقلاء بتبنى العزل الشعبي؛ لكى يطبق على الفاسدين فسادًا حقيقيًا دون أن نُشعر قطاعًا واسعًا من الشعب أنهم لم يعد لهم مكان فى بلدهم.
- كان من المنتظر بعد الانتهاء من الدستور تشكيل حكومة قوية غير حكومة د. هشام قنديل، وتعيين نائب عام من خلال مجلس القضاء الأعلى، وهى طلبات منطقية، وألمحت كثير من تصريحات الإخوان أنها سوف تتم تلقائيًا، وتم طرح اسم مهندس خيرت الشاطر كرئيس للوزراء، وغير ذلك من التصريحات التى اكتفى بها الجميع، ولم ينص عليها فى الأحكام الانتقالية فى الدستور، ليفاجأ الجميع بتأجيل جميع الخطوات إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية التى لا يمكن أن تتم إلا بعد إقرار القانون من المحكمة الدستورية، والتى كانت بطبيعة الحال تشعر بحالة تربص تجاهها.
- ورغم أن المبرر المعلن من إحالة التشريع إلى مجلس الشورى كان هو إنجاز قانون انتخابات البرلمان؛ إلا أن جماعة الإخوان لجأت إلى تمرير عدد ضخم من القوانين أشعر المجتمع كله بالخطر، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه القوانين خلت من أى قانون يحقق العدالة الاجتماعية، وأى قانون يحقق قدر من التدرج فى تطبيق الشريعة، باستثناء قانون الصكوك الذى رفضت الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة عرضه على هيئة كبار العلماء فى أول الأمر حتى تدخل الرئيس.
- ثم زاد الطين بلة قانون السلطة القضائية الذى جيّش مؤسسة القضاء تجييشًا شاملاً ضد الرئيس والحكومة.
وجدت قناعة لدى الرئيس والحكومة أن الحل الوحيد لمحاولة إنقاذ الوضع الخدمى المتدهور هو زرع أفراد ينتمون إلى الحرية والعدالة أو قريبين منهم على الأقل فى الجهاز الإدارى مما كان له أثر فى وجود شعور لدى المواطن العادى -ومنهم مؤيدون للتيار الإسلامي- بأنه أمام حزب وطنى آخر.
وجود فرصة للدولة العميقة لإحداث انهيارات تنسب إلى الإخوان صراحة، ومن أوضح الأمثلة على ذلك تفاقم أزمات البترول والكهرباء بعد آخر تغييرات فى الحكومة، والتى أتت بوزراء محسوبين على الإخوان.
- بهذا الأداء أصبح لدينا وضع فى حالة التأزم، وهو:
- وجود عداء بين الرئيس والحكومة من جهة، وبين مؤسسات هامة مثل القضاء والمخابرات وغيرها من جهة أخرى.
- تصاعد السخط الشعبى تدريجيًا، وزكاه الإعلام الذى واجهه الإعلام المساند للرئيس بطريقة خصمت من رصيد الرئيس لا العكس.
- فى هذا الصدد يبرز السؤال الأهم حول دور المؤسسة العسكرية.
وحتى يعلم الجميع؛ فإن شبح تكرار سيناريو 54 سيطر على عقل كثير من الإسلاميين، وتم طرحه للمناقشة عدة مرات مع قيادات الإخوان ومع غيرهم.

ويمكننا أن نقول إن الإخوان بعد ثورة 25 يناير وعوا الدرس جيدًا من ضرورة البعد عن الصدام مع الجيش، ولكنهم لم ينتبهوا إلى أن الجيش هو الذى أنشأ باقى مؤسسات الدولة بعد ثورة يوليو، وأنه يعتبر نفسه حاميًا لهذه المؤسسات، ولن يقف مكتوفًا أمام حالة التربص ضد مؤسسات الدولة، لا سيما القضاء والمخابرات، كما أنه اكتسب صفة حامى الشعب -من استبداد حكامه- بعد ثورة يناير، وأنه لن يصبر كثيرًا بإزاء دعوات التدخل التى تكررت من فصائل المعارضة متذرعين بالانسداد السياسى بينهم وبين الحكم.

لقد بدأ الجيش يدخل فى اللعبة بالدعوة إلى حوار سياسى لنزع فتيل الأزمة، فى ذلك الوقت كانت مشكلة الرئاسة مع مؤسسات الدولة ومع المعارضة، ولم تكن حالة السخط الشعبى قد وصلت إلى ما وصلت إليه فى مطلع شهر يونيو.

ثم قامت الرئاسة بإلغاء الحوار، ومنذ ذلك الحين والجيش يتحدث عن أنه لن يتدخل إلا إذا تعرض الأمن القومى للخطر، ثم مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية تحدث عن أن دوره هو الحفاظ على الإرادة الشعبية.

إذن فقد كان الجيش يرى مبررات للتدخل، وكان يرسل رسائل لم تتعامل معها الرئاسة بالجدية الكافية، وبغض النظر عن مدى اتساق هذا مع الدستور من عدمه إلا أن هذا كان واقعًا نبهنا على ذلك مرارًا.

لقد حاولنا مرارًا أن نقنع الإخوان برؤيتنا حول دور الجيش، ولكنهم ظلوا حتى يوم 3 يوليو يراهنون على أن الجيش قد طلق السياسة إلى الأبد.
- ومع بداية حملة تمرد والحملة الإعلامية المصاحبة لها عرضنا على الإخوان أن احتمالات تدخل الجيش تتزايد، وأن علينا أن نقوم بالآتى:
- تغيير الحكومة والإتيان بحكومة قادرة على حل المشاكل، مع محاولة استرضاء الشارع.
- عدم تعيين أى أحد من الإخوان فى هذه الفترة.
- عمل مصالحة مع المؤسسات.
بينما بنى الإخوان استراتيجيتهم على الآتى:
- استحالة تدخل الجيش.
- إنكار وجود سخط شعبى، وحصر السخط فى النصارى والعلمانيين.
وبناء عليه كانت استراتيجيتهم تقوم على:
- إظهار التماسك بمزيد من تعيينات المحافظين الإخوان.
- تجييش الإسلاميين ضد الرافضين بوصفهم بالنصارى والعلمانيين، وظهر هذا على هيئة خطاب فيه تلويح بالتكفير وتصريح بالعنف.
- حشد الإسلاميين بالقرب من قصر الاتحادية -ميدان رابعة العدوية- لمنع اقتحام المتظاهرين للقصر.
وبناء عليه كان رفضنا للاشتراك فى هذه الحملة للأسباب الآتية:
- قناعتنا التامة بعدم صحة الحسابات التى بنيت عليها.
- إدراكنا لعمق السخط فى الشارع، والذى شمل قطاعًا كبيرًا من المتعاطفين مع الإسلاميين.
- خطاب التكفير والعنف يمثل محظورًا شرعيًا ودعويًا لا يمكن قبوله.
- مسألة حماية قصر الاتحادية لا محل لها من الإعراب؛ حيث إن الجيش إما أن يتدخل بنفسه، وهو ما استبعده الإخوان تمامًا، وإما أنه لن يسمح مطلقًا باقتحام القصر الرئاسى؛ لأن هذا ينافى كرامته العسكرية.

وقام الحزب بما يستطيع القيام به من الخطة التى طرحها، وهى محاولة استيعاب الناس وتفريغ شحنة الغضب تجاه التيار الإسلامى.
- وفى وقت متأخر جدًا أدركت الرئاسة أن هناك مشكلة، وخرج الرئيس بخطاب، ولكن الخطاب جاء بآثار عكسية لأسباب، منها:
- خطاب التكفير والعنف الذى خرج من أنصاره قبلها.
- عدم احتواء الخطاب على أية حلول، حيث كان ملخصه فى أزمة الوقود مثلاً أن وزارة البترول تضخ الكميات المطلوبة وزيادة، وفى ذات الوقت أثنى على وزير التموين الذى يعتبره الإخوان أنجح وزرائهم، كما بالغ فى مدح أداء الداخلية، ومثل ذلك فى مشكلة الكهرباء، وغيرها من المشاكل.
- الإجراءات الاستثنائية التى أشار إليها الخطاب زادت من توتر الشارع، فتفويض الوزراء بفصل كل من يرون أنه يتلاعب، وسحب رخصة أى محطة وقود تتلاعب مما كان سيفتح الباب أمام مزيد من التخبط، واصطياد بعض الضحايا، ويبقى المتلاعبون الحقيقيون لا تستطيع الحكومة أو لا يريد بعض رجالها أن يصلوا إليهم.
- خرج الإخوان ومن حالفهم فى مليونية يوم 21/6 ويوم 28/6، وبقوا فى ميدان رابعة العدوية إلى يوم 30/6، وخرجت جموع الناس يوم 30/6 ولم يحدث ما توقعه الإخوان، ولم يحاول المتظاهرون اقتحام القصر، وتضامنت جميع وسائل الإعلام مع المتظاهرين بما فى ذلك تليفزيون الدولة، وهذا يدل على أن مقاليد الدولة خرجت من أيدى الرئيس بالفعل. واختتم اليوم بمهلة 48 ساعة من قبل القوات المسلحة بإنهاء الأزمة، وإلا سوف تتدخل القوات المسلحة، وهذا لا يمكن صدروه إلا والجيش مسيطر بالفعل على مقاليد البلاد.
- فى ظل هذا الوضع العملى ناشدت الدعوة الرئيس بالقبول بانتخابات رئاسية مبكرة؛ حيث اتضح أن الدولة بالفعل خرجت من يد الرئيس والحكومة، وكالعادة قوبل هذا الأمر بالرفض من الرئيس والإخوان، وتم اتهامنا بالعمالة والخيانة كالعادة.
- خرج الرئيس بخطاب يستجيب فيه لحلول سبق أن طرحناها عليه قبل خمسة أشهر، ووصفت حينها بالخيانة، وكانت بالطبع حلولاً قد تجاوزتها الأحداث.
- بعد الخطاب قام الجيش بعزل الرئيس مرسى فعليًا، والسيطرة على كل مفاصل الدولة منها:
- القصر الرئاسى.
مبنى التلفزيون الذى خرج عن طوع وزير الإعلام -رغم أنه من الإخوان- قبلها بأسبوع.
الوزارات الهامة، ومنها وزارة البترول التى استطاعت الإدارة الجديدة وبدون الوزير حل مشكلات البنزين والسولار، ما يدل على القدرة على الإدارة بغض النظر عن سبب المشكلة، وإذا كانت مؤامرة وتم إيقافها، أو كانت بمعونات عربية.. غرضنا فقط إثبات السيطرة.
انحياز كل قوات الشرطة إلى المعارضين للرئيس.
انحياز كل قوات الجيش للمعارضين.
ومن المعروف من الناحية الواقعية أن بعض هذه المظاهر كاف لاعتبار هذه الإدارة سلطة فعلية فى البلاد.
وكان الاختيار بين:
- مواجهة هذه السلطة.
- مقاطعة هذه السلطة.
- المشاركة بغرض تقليل الشر والفساد.
أما المواجهة؛ فمن المعلوم الرفض القاطع للدعوة السلفية لخيار المواجهة المسلحة، ومازال الخطر الأكبر الذى يتهدد الدعوة الآن هو احتمال تورط الحركة الإسلامية فى خيار المواجهة المسلحة، والدخول فى النموذج الجزائرى، وفى الواقع فإن المواجهة المسلحة بالإضافة إلى ما استقر فى كتاباتنا من الكلام عن مفاسدها تزداد الخطورة هنا من عدة أمور:
- أن المواجهة المسلحة الآن مع الجيش، وهو الجيش الوحيد الذى يقف فى مواجهة إسرائيل، وعندما نفكر فى مواجهة الجيش أو التعويل على إحداث انشقاق داخله ينبغى أن ندرس أثر ذلك على المصالح العليا وليس فقط الموقف الآنى.
وأما المواجهة السلمية عن طريق الاعتصامات والمظاهرات ففيها بعض الأمور، منها:
- عدم ضمان الحفاظ على السلمية فى ظل ما أعلن عن استعداد للعنف، وهو أمر يجعل العنف قاب قوسين أو أدنى من الحدوث، وقد حدث فى الحرس الجمهورى مع إدانتنا لما حدث.
- استمرار وجود حالة السخط الشعبى على حكم د. مرسى والاعتصامات والمظاهرات سوف يظهر الإسلاميين فى مظهر الحريصين على الحكم، وهو ما حدث بالفعل.
وفى الواقع أن تقييمنا للمشاركة فى الحكم كوسيلة جانبية مساعدة على منهج الإصلاح فى مقابل من يرى أن الوصول إلى الحكم هو الأصل جعل التقييم مختلفًا.
وإن كان حتى عند من يرى أن الحكم هو أهم شيء؛ فمن الصعب جدًا -وربما كان مستحيلاً- الاستمرار فى الحكم فى ظل هذه الدرجة من المعارضة والممانعة من طوائف كبيرة من الشعب ومن المؤسسات، فالذين يختارون سبيل المواجهة السلمية من أجل إعادة الرئيس مرسى نسألهم: هب أنه عاد اليوم، كيف سيدير الدولة فى ظل الخلاف الحاد بينه وبين الجيش والشرطة والمخابرات والقضاء وقطاع واسع من الشعب؟
ماذا سيفعل عندما تعود الدولة العميقة.. بأوراق البنزين والسولار وغيرها؟ وهى ملفات لا تستطيع الحكومة ضبطها إلا بمعاونة المخابرات والداخلية، مما يعنى أن بمجرد عودة د. مرسى تعود هذه الأزمات أعنف مما كانت عليه، فماذا سيفعل الشعب بنا وقتها؟
وأما خيار الانسحاب فقد يكلف الحركة الإسلامية الاختفاء، وتسليم الناس إلى أصحاب أيدولوجيات المخالفة، و.... انسحاب الإخوان وحلفائهم من المشهد لصالح المقاومة.
وخيار المشاركة بغرض الحفاظ على كل ما نستطيع الحفاظ عليه.
ويبقى أن نناقش بعض الاعتراضات التى وجهت لموقف الحزب:
لماذا لم يشارك الحزب فى مظاهرات 21/6 لتأييد د. مرسى؟
ليس لأحد أن يلزمنا باجتهاده، وقد كان اجتهادنا ومازال أننا لم نكن نرغب فى تعميق انقسام الشارع إلى إسلاميين وغير إسلاميين، وأننا كنا فى حاجة إلى تفريغ شحنة الغضب لدى العامة، لا سيما وأن لها ما يبررها، كما أننا طالبنا من ينظموا هذه الفاعليات بإيقاف خطاب التكفير والعنف، واعتذروا بالحرج من مطالبة الرموز التى تنتهج هذا الخطاب بإيقافه، وهذا قضى على أى احتمال لإعادة دراسة الموقف من مليونية 21/6/2013.
لماذا لم يشارك الحزب فى مظاهرات 28/6/2013؟
أولاً: تم الاتفاق مع مكتب الإرشاد على عدم النزول يوم 28/6 بناءً على أن رؤيتهم أن الجيش من المستحيل أن يتخلى عن د. مرسى؛ ونحن كنا نرى أنه من المستحيل أن يتخلى عن القصر، وإن كان من الممكن أن ينحاز إلى المتظاهرين إذا زاد عددهم عن حد معين، وهو ما حدث، ولم يكن لمعتصمى رابعة أى دور حتى تم إعلان 3 يوليو.
بيعة الرئيس
الرئيس له فى أعناقنا بيعة توجب نصرته.
والجواب عن هذه الشبهة من جهتين:
الأولى: هل للرئيس بيعة مثل بيعة الإمام، وأين هى، ومتى تمت؟
الجواب: هو أنزل الانتخابات منزلة البيعة، وهذا يعنى الالتزام بالدستور كما هى شعارات أنصار د. مرسى الآن.

وهذا الدستور يبيح المظاهرات ووسائل التعبير السلمى، وهو ما قام به المخالفون، فلم نكن نستطيع منعهم من ذلك، وغاية ما فعلناه هو أننا لم نشارك ضده، ولكن التصدى لمن خرج ضده أمر يخالف الدستور، ثم أن قلنا أنه وإن كان قد وصل للرئاسة بالانتخابات؛ فهى وسيلة يمكن تخريجها شرعًا على التغلب، ومن ثم يمكن اعتباره إمامًا متغلبًا، وبناء على هذا التعريف يكون تغلبه قد حصل لطاعة الجيش والشرطة له بصفته الرئيس الأعلى لهم، ومن ثم يزول عنه وصف التغلب إذا خرج الجيش والشرطة عن طوعه.

وهذا الأمر يجعل خروج الجيش والشرطة عن طوعه وإن أنكرته ابتداءً، ولكن فى حالة حدوثه واستمراره فيكون حكم المتغلب حينئذٍ من نصيبهم.
ـ وقد قدمنا لك أن الجيش قد تدرج فى تغلبه، ولكن بلغ الأمر ذروته فى الإعلان الذى سبق 30/6 بأسبوع، ثم الذى كان 1 يوليو، وتم الإعلان عنه فى 3 يوليو.
ـ فالحاصل أننا لم نخرج عليه، ولم نعاون الخارجين عليه، ولم نتعامل مع السلطة القائمة بعده إلا بعدما تغلبت، ومن أجل المصلحة العامة.
ـ وغنى عن الذكر أن الإخوان يتعاملون مع هذه السلطة على الأقل فيما يتعلق بأمر ملاحقة قادتهم -نسأل الله أن يفرج عنهم-، وفى أمر تأمين مقراتهم، وفى أمر حماية متظاهريهم من البلطجية، ونحن نقوم فى ذلك بجزء كبير بفضل الله -عز وجل-.
ما القول فى الإجماع على وجوب إنقاذ الإمام إذا أُسِر؟
ـ فى الواقع أن هذا الإجماع هو فرع عن الإجماع على وجوب السعى فى فك أسر أى مسلم، وإلقاء القبض على الدعاة إلى الله من قبل السلطات الحاكمة والذى كان يتم قبل 25 يناير هو نوع من الأسر، ومع ذلك كنا نتبع فى ذلك الأساليب القانونية، ونعمل فى ذلك المصالح والمفاسد، والذى حدث هو أنه تغلب متغلب على الحكم، وقام بتحديد إقامة د. مرسى، ويجب السعى فى فك أسره وفق القواعد الشرعية المعتبرة.
ـ وبالطبع فى حالة وجود إمام أو حتى رئيس قد أُسر من عدو خارجى؛ فإن نائبه يقوم مقامه، أو تبايع الأمة غيره، ثم تسعى إلى إعادته.
ـ وأما فى حالة تغلب متغلب وأسره للحاكم الذى قبله؛ فيجب أيضًا العمل على إطلاق سراحه كما يسعى إلى إطلاق سراح آحاد المسلمين المظلومين الذين يقعون فى حبس سلطة مسلمة متغلبة، ولقد كان العلماء عبر التاريخ يرون من يخرج على من قبله ويقتله أو يحبسه ويتعاملون مع المتغلب حقيقة.
ـ مع الأخذ فى الاعتبار أن الإخوان ومنهم د. مرسى والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح -التى أمينها العام د. محمد يسرى الذى نادى بتطبيق كلام الماوردى فى إنقاذ الإمام إذا وقع فى الأسر على د. مرسي- سبق لهم التعامل مع المجلس العسكرى كسلطة متغلبة، بل كان السبب الرئيس لخلاف الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح مع الشيخ/ حازم أبو إسماعيل هو موقفه المناوئ للمجلس العسكرى فى أحداث محمد محمود الأولى، وقد كان تعليل د. محمد يسرى خاصة بأن ذلك يؤدى بنا إلى المسار السورى.
ـ ونحن مازلنا على إصرارنا على رفض المسار السورى وإن كان ذلك على حساب المسار الديمقراطى.
ـ ومن الملفت للنظر هنا أن بعض الدعاة السلفيين يخاطبوننا بخطاب شرعى كالوفاء ببيعة الإمام، وكالحرص على تطبيق الشريعة، فى حين أن منصة رابعة تتحدث عن الرئيس المنتخب والمشروع الديمقراطى، وأن القضية ليست عودة الرئيس مرسى -مما يعنى أن القضية ليست قضية بيعة-؛ وإنما القضية هى تثبيت التجربة الديمقراطية.
النصارى وعزل رئيس مسلم
5- وهنا يقودنا إلى الشبهة التى بعدها وهي:
كيف تقبلون بأن تكونوا فى صف العلمانيين والنصارى؟ وكيف يمكن أن يسمح لبابا النصارى بعزل رئيس مسلم حافظ للقرآن؟
وقد تقدمت الإجابة أن من عزله هو الجيش، وأن إجراءات العزل تمت ببطء والرئيس عاجز حيالها، مما يؤكد عجزه وتغلب الطرف الآخر.

وأما وجودنا بعد تمام العزل؛ فالقاصى والدانى يعلم أننا ما تواجدنا إلا للحفاظ على الهوية الإسلامية فى الدستور، وبقاء حزب سياسى إسلامى يمكن أن يحافظ على مكاسب التيار الإسلامى ككل، بل المطالبة والسعى إلى بقاء حزب الحرية والعدالة فى الساحة السياسية.
ومرة أخرى؛ فإن منصة رابعة لا تفتأ تعلن أن اعتصامهم ليس للإسلاميين، وأن فيه نصارى وعلمانيين وليبراليين...
وأن القضية من مع الانقلاب، ومن ضد الانقلاب، وفى الواقع أنه وبغض النظر عن قضية مسمى الانقلاب فقد تم التغلب التام أمام سمع الرئيس وبصره على مراحل كما بينا.
- وهل تضمنون الحفاظ على كل المكاسب؟
نحن نتوكل على الله، ونأخذ بالأسباب وفق غلبة الظن، ومن كان عنده اقتراحات يحصل غلبة ظنه أنها سوف تؤدى إلى مصالح أعلى، ولكن الفرار إلى صدامات فضلاً أن تكون هذه المصادمات مع جيش وشعب وشرطة؛ فلا ينبغى أن يدفعنا الخوف من المستقبل إلى ارتكاب حماقات فى الحاضر سوف يحاسب عليها صاحبها فى الدنيا والآخرة.
- ومن المواقف التى يستدل بها على هذا الموقف قصة تنازل الحسن بن على عن الخلافة لمعاوية -رضى الله عن الجميع-، وليس المقصود التطابق التام بين الموقفين؛ وإنما المقصود بيان مشروعية لارتكاب أدنى المفسدتين (تنازل الحسن رغم أنه مبايع بالخلافة، ورغم أنه أفضل من معاوية رضى الله عن الجميع) من أجل دفع أكبرهما (وهى القتال بين المسلمين).
- ومن المواقف التى استدل بها كل من الفريقين: قصة تنازل عثمان -رضى الله عنه-، وفى الواقع أن القصة فى ثلاثة مواقف:
- مناقشته للخارجين عليه وإزالة شبهتهم.
- رفضه أن يدافع الصحابة عنه حتى لا يراق دم فى سبيله، واستدعاؤه لعدد كبير من الجند من الشام حتى يستطيعوا القضاء على الخارجين عليه بدون دماء.
- رفضه التنازل عن الخلافة.
وفى الواقع أن د. مرسى تمسك بالنقطة الثالثة، وإن كان لم يقم بالنقطتين الأولتين مع أنهما أكثر، ولا ينبغى التمسك بها على حسابهما بدليل فعل الحسن مع معاوية.
وقد اعترض البعض على هذه الأمثلة من أساسها على أساس أن المقارنة هنا بين نظام حكم إسلامى ونظام حكم علمانى.

وفى الواقع فإن هذا يقال فى حالة الاختيار، وقد قدمنا أن تغلب المجلس العسكرى قد حصل، وتبقى المشاركة فيما وراء ذلك، كما أن التجربة أثبتت أن المحددات الواقعية التى تمارس على الرئيس الإسلامى لا سيما إذا كان إخوانيًا تجعل أن وجوده فى السلطة التنفيذية -وإن كان مفيدًا- إلا إنه لا يستطيع من الناحية العملية أن يغير تغييرًا ذا بال.

من جانبها أكدت مصادر بحزب النور، أن هذا البيان تم توزيعه داخليا، على أعضاء الحزب وقياداته للرد على الاتهامات التى وجهت له مؤخرا.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق