مدرسة القرآن
| فقرة "القيم القرآنية"، سادس أيام شهر رمضان، من الجزء السادس:
"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ" (المائدة: 2)
التعاون نظامٌ اجتماعيٌّ له أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع ولذلك عدّه الإسلامُ من الأخلاق السامية التي دعا إليها القرآنُ الكريم، وهَدْياً من هَدْيِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ، وقد نَظَرَ كثيرٌ من الناس إلى التعاون على أنه نظام اقتصادي مادي فقط، ولكن الإسلامَ ينظر إليه على أنه فضيلةٌ ترفع صاحبها إلى مَصَافِّ الأخيارِ من عباد الله.
قال سبحانه: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"..
وهو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى، أي: ليعن بعضكم بعضا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه، وهذا موافق لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: الدال على الخير كفاعله، وقد قيل: الدال على الشر كصانعه.
وقد جاء في هذا المعنى نصوص كثيرة منها قوله عز وجل:
"وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"
وفي صورة أخرى من التعاون يعرض لنا ربنا في قصة ذى القرنين: "وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً" (الكهف 83)
ومع هذا التمكينِ فإنه لم يستغنِ عن معونةِ غيرهِ عندما أراد أن يبنيَ سَدَّاً ليحجزَ جَوْرَ يأجوج ومأجوج واعتداءاتِهم على الناس، قال تعالى: "قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً" (الكهف 95)
فماذا كانت نتيجةُ هذا التعاون........ كانت نتيجتُه إقامةَ سَدٍّ منيعٍ لا يستطيع المهاجمُ أن يعلوَه، ولا يجد فيه خرقاً، كما يقول سبحانه: "فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً" (الكهف 97)
وقال صلى الله عليه وسلم "مثل المؤْمنِين في توادهم وتراحمِهِـم وتعــاطفهم مثل الْجسد إِذَا اشتَكَى منه عضْو تداعى لَه سائِر الجسدِ بِالسهرِ والحمى"
والتعاون في الإصلاحِ بين الناسِ أعلاها شأناً لأن الإسلامَ لا يريد أن تقومَ مجتمعاتُه على البغضاءِ والشحناءِ، لذلك جعل اللهُ سبحانه الأجرَ العظيمَ لمن يُصْلِحُ بين الناس، لِيسودَ المجتمعَ المسلمَ روحُ التعاون والمحبةِ والإخاءِ ولِيشَيعَ فيه السلامُ والأمنُ والأمان، وإذا كان التعاون مطلوباً في كُلِّ وقتٍ فنحن في أَمَسِّ الحاجةِ إليه في هذا الزمان.. "وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
#أفلا_يتدبرون_القرآن
التعاون نظامٌ اجتماعيٌّ له أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع ولذلك عدّه الإسلامُ من الأخلاق السامية التي دعا إليها القرآنُ الكريم، وهَدْياً من هَدْيِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ، وقد نَظَرَ كثيرٌ من الناس إلى التعاون على أنه نظام اقتصادي مادي فقط، ولكن الإسلامَ ينظر إليه على أنه فضيلةٌ ترفع صاحبها إلى مَصَافِّ الأخيارِ من عباد الله.
قال سبحانه: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"..
وهو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى، أي: ليعن بعضكم بعضا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه، وهذا موافق لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: الدال على الخير كفاعله، وقد قيل: الدال على الشر كصانعه.
وقد جاء في هذا المعنى نصوص كثيرة منها قوله عز وجل:
"وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"
وفي صورة أخرى من التعاون يعرض لنا ربنا في قصة ذى القرنين: "وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً" (الكهف 83)
ومع هذا التمكينِ فإنه لم يستغنِ عن معونةِ غيرهِ عندما أراد أن يبنيَ سَدَّاً ليحجزَ جَوْرَ يأجوج ومأجوج واعتداءاتِهم على الناس، قال تعالى: "قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً" (الكهف 95)
فماذا كانت نتيجةُ هذا التعاون........ كانت نتيجتُه إقامةَ سَدٍّ منيعٍ لا يستطيع المهاجمُ أن يعلوَه، ولا يجد فيه خرقاً، كما يقول سبحانه: "فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً" (الكهف 97)
وقال صلى الله عليه وسلم "مثل المؤْمنِين في توادهم وتراحمِهِـم وتعــاطفهم مثل الْجسد إِذَا اشتَكَى منه عضْو تداعى لَه سائِر الجسدِ بِالسهرِ والحمى"
والتعاون في الإصلاحِ بين الناسِ أعلاها شأناً لأن الإسلامَ لا يريد أن تقومَ مجتمعاتُه على البغضاءِ والشحناءِ، لذلك جعل اللهُ سبحانه الأجرَ العظيمَ لمن يُصْلِحُ بين الناس، لِيسودَ المجتمعَ المسلمَ روحُ التعاون والمحبةِ والإخاءِ ولِيشَيعَ فيه السلامُ والأمنُ والأمان، وإذا كان التعاون مطلوباً في كُلِّ وقتٍ فنحن في أَمَسِّ الحاجةِ إليه في هذا الزمان.. "وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
#أفلا_يتدبرون_القرآن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق