الجمعة، 19 يوليو 2013

النفس البشرية والبحث عن حب الله (2) درجات حب الله ........... بقلم د.شهيرة عبد الهادي

استكمالاً لموضوع  النفس البشرية  والبحث عن حب الله .. نجد أن حب الله   للنفس البشرية .. يحدث وفقاً لدرجة  حب  هذه النفس ذاتها  لله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. فكلما زاد حب تلك النفس لله وللرسول  زاد حب الله لهذه النفس .. ولذلك فإن  أول   النفوس البشرية التي تستحق  حب الله  هي  نفوس  الأنبياء الطاهرة   الذين أمرهم الله وبأمرمنه  جعلهم أخلاء  قال الله سبحانه وتعالى  في سورة النساء : 125 :" واتخذ الله  إبراهيم خليلاً ".. وقال خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام : " إن الله اتخذني  خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاُ " أخرجه الحاكم .. ويأتي  في  التالي  حُب النفس المؤمنة .. المؤمنين الذين هم أولياء الله  المتقين  المخلصين .. وهنا أيضاً يتفاوت  هؤلاء المؤمنين  في درجات حب الله  سبحانه وتعالى لهم  .. وفقاً  لنوعيات  وكيفيات أعمالهم التي يتقربون بها إلى الله  سبحانه .. وفي الحديث القدسي قال  الله عز وجل : من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن آتاني يمشي أتيته هرولةً " رواه البخاري .. ومدى عمق التقرب إلى الله إنما يتوقف على مدى إطلاع النفس البشرية على أوامر الله ونواهيه ومدى الالتزام بها تنفيذاً للأوامر  وابتعاداً وتجنباً للنواهي والمكروه والبعد عن الفسوق والعصيان ..وقد جاء في الحديث القدسي  "وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه "..وقال الله سبحانه وتعالى  في تتمة لهذا الحديث القدسي " ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي  يسمع به  وبصره الذي يبصر به "  رواه البخاري ..وبالعودة إلى الصفات والخصال  التي  عددها القرأن الكريم والتي تقرب النفس البشرية إلى الله  فنجدها هي التوبة والتطهر والتقوى والصبر والتوكل والإحسان والقسط فقد ورد في القرآن الكريم أن الله يحب التوابين ويُحب المتطهرين  ويحب المتقين ويحب الصابرين الحامدين الشاكرين ويحب المقسطين المحسنين  وعلى النفس البشرية المتشوقة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى أن  تعمل جاهدة على أن تتصف بهذه الصفات  حتى تعمل على إنماء علاقتها بربها وتقوية محبة الله داخلها   فإذا قويت  محبتها لله أصبحت تلك النفس ممن تستحق حب الله ورضوانه .. اللهم اجعلنا  ممن يُحبهم الله ويرضى عنهم .. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال في هذا الشهر الكريم .. وجمعتكم جمعة طهر ونقاء لهما صفتي الاستمرار والبقاء ..إن شاء الله ..
---------------
د.شهيرة عبد الهادي
الإسكندرية ، الجمعة 
19 /7 / 2013 مـ
10 رمضان 1434 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق