الأربعاء، 8 مايو 2013

مدونة " محبي الله والوطن " .. تنشر.. هذي دمشق .. لـ ... نزار قباني .....





هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّـي أحـبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّــاحُ

أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسـالَ مــــنهُ عناقيـدٌ.... وتفـّاحُ

و لــو فتحـتُم شــرايينـي بمـديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا

زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
ومــــا لقلــبي –إذا أحببـــتُ- جـرّاحُ

مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ

للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ

طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ

هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
ووجــهُ "فــائــزةٍ" حلــوٌ و لمـاحُ

هنا جــــذوري.. هنا قلبـــــي... هنا لغـتي
فكيفَ أوضـحُ؟ هل في العشقِ إيضـاحُ؟

خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ

تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ

أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتـــى يفتّـحَ نــــــوّارٌ... وقـدّاحُ

ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟

والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟

وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
وكـــلُّ ثانيـةٍ يأتيـــــك سـفّاحُ؟

حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟

نزار قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق