إحقاقاً للحق.. نقول.. شكراً سعادة الدكتور مرسي رئيس مصر .. على جهودكم في إحداث الهدنة بين حماس وإسرائيل..ثم نقول لسعادتكم .. قوة مصر الخارجية تنبع من قوة مصر الداخلية .. ونرجوا أن تسمع نداءاتنا ..(بقلم د.شهيرة عبد الهادي) ..
=================
إستوقفتني هذه الكلمات لعضو الكنيست الإسرائيلي " يوري أرئيل" زعيم كتلة الاتحاد الوطني أمس " مساء الأربعاء 21 /11 /2012 مـ " إن مواطني إسرائيل يشعرون بالخيانة جراء استسلام الحكومة الإسرائيلية لحركة " حماس " .. ويُدركون أنهم سيُعانون بسبب تردد حكومتهم .. كما نقلت الصحيفة الإسرائيلية " يدعوت أحرونوت " عن " أرئيل" أيضاً قوله " أن الإعلان الإسرائيلي لوقف إطلاق النار هو استعراض أخرق حاولت إسرائيل من خلاله الاعتذار عن الاستسلام المُخزي لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي " بنيامين نتنياهو" ووزير خارجيته " أفيجدور ليبرمان " لحركة " حماس " .. كما انتقد" يائير لبيد" زعيم الحزب الإسرائيلي الجديد " هناك مُستقبل" " اتفاق الهدنة مع حماس بقوله " بأنه قد جاء مُتأخراً دون تحقيق الأهداف التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية لعمليتها العسكرية ضد "قطاع غزة " ثم قال " أن إسرائيل قد تفاوضت مع حماس غير أنها لم تستطع هزيمتها ".. نعم لقد استوقفتني هذه الكلمات بعد إعلان التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي وحركة حماس ووقف إطلاق النار بينهما وفتح جميع المعابر الفلسطينية والذي تم الإعلان عنه من قبل الرئاسة بمصر والذي سيبدأ العمل به في التاسعة مساءً من يوم الخميس 22 /11 /2012 مـ وهذا يُعتبر بداية لفك الحصار على غزة .. وهنا يجب أن نُعطي لكل ذي حق حقه .. وكما ننتقد ما هو غير جيد في مصرتا الغالية .. لابد وأن نُشيد بما هو جيد أو ممتاز في ضوء الظروف والمتغيرات المحيطة .. ولذلك لابد من الإشادة بالدور المصري والذي لعبته مصر في هذا الشأن ممثلاً في الدور الذي قام به سعادة الرئيس الدكتور محمد مرسي والدور الذي لعبته حكومته و الدور الذي لعبته المخابرات المصرية .. وبالدور الذي لعبه من تجرأ من شباب مصر وعبر الحدود لمساندة الأشقاء في غزة .. خاصة وأننا لا يخفى علينا أنه كان من ضمن أهداف العدوان الإسرائيلي على غزة هو احتبار الرؤية السياسية لمصر حول القضية الفلسطينية واحتبار الإرادة السياسية في مصر يعد ثورة 25 يناير 2011 مـ .. ولابد وأن نذكر أن تلك الإشادة بالدور المصري تجعلنا نعيد تقييمنا للموقف داخل وخارج مصر .. خاصة وأننا جميعاً في مصر نعيش حالة من اختلاط المشاعر واهتزازها .. وألارجحة في آرائنا ما بين الشأن الداخلي المصري وما يعتريه من نكبات داخلية وما بين الشأن الفلسطيني في غزة .. مما يجعلنا نتساءل دائماً وفي كل وقت .. ما مدى الاهتمام "بالشأن الداخلي لمصر " وما مدى أولويته ووجوبية الاهتمام به بالنسبة " للشأن الفلسطيني في غزة .. و "هل " نحن في مصر" الأولى بالاهتمام والرعاية أم " الشأن في غزة " هو الأولى بالاهتمام والرعاية .. وهنا أي إنسان عاقل يقول .. إن قوة مصر الخارجية تنبع من قوتها الداخلية .. وأنه يجب الاهتمام بالأمن الوطني لمصر والأمن القومي لها على نفس الدرجة من الاهتمام .. وبما أن قوة مصر الداخلية تحتاج لقوة العلاقات مع دول الجوار والحدود وقوة التعامل مع مشكلات هذه الدول .. فإن التوازن ما بين القوة الداخلية لمصر والقوة الخارجية لها .. سيكون له تأثير أكبر في النهوض بالشؤون الداخلية لمصر .. واستعادة الريادة المصرية في المنطقة العربية وفي الساحة الدولية .. فقوة مصر بالخارج مقياسها ومعيارها ومنبعها قوة مصر الداخلية .. كما أن الاهتمام بالبيئة الإقليمية والدولية لمصر وبالعلاقات معهما تؤثر في سياساتها الخارجية وكذلك في أوضاع مصر الداخلية .. كما أن الأمن الوطني جزء لا يتجزأ من الأمن القومي والأمن الدولي ولكن في حذر وبعد دراسة بغض النظر عن مناقشة ما إذا كان السلاح الذي استعانت به حماس إيراني أم غير إيراني !! .. فعلاقات مصر وأمنها يبدأ من جنوب تركيا وأيضاً مع سوريا فذلك أمن قومي .. خاصة وأننا على يقين من أن أعداء مصر يُحاولون دائماً تفرقتها عن دول الجوار لها والقضاء على الوحدة بينها وبين الدول العربية والإسلامية المختلفة .. وليست تجربة الوحدة بين مصر وسوريا في عهد الزعيم الراحل جمال عب الناصر ببعيدة عنا والتي تم ضربها والقضاء عليها بالاشتراك ما بين عناصر داخلية في البلاد والأعداء الخارجيين لكل من البلدين .. وبالتالي فإذا كان لنا حُلم تحقيق الوحدة العربية الإسلامية يا سعادة الرئيس .. فإن ذلك لابد وأن يكون له أساس من توفر أمن داخلي في مصر .. لابد من وجود شرطة مصرية آمنة لكي تحقق الأمن .. شرطة آمنة لا تضرب المواطنين ولا تعتدي عليهم وتحقق لهم الأمن والأمان .. لابد من الاهتمام بما تعتدي عليهم الشرطة وتضربهم من أبناء مصر كما يتم الاهتمام بضباط الشرطة المصرية ..لابد من أخذ حقوق الشهداء المصريين منذ يوم 25 يناير 2011 مـ ..و28 يناير 2011مـ وفي ماسبيرو وفي محمد محمود وفي مجلس الوزراء وفي العباسية وفي بورسعيد ومعرفة من قام بإطلاق النيران عليهم .. لابد من محاسبة من تسببوا في استشهاد 51 طفلاً في حادث قطار أسيوط الذي حدث نتيجة الإهمال الجسيم والتسيب .. هذا الحادث الذي يقول لسعادتكم سيدي الرئيس لابد وأن تعمل على القضاء على ثلاثية الهلاك لأبناء مصر وهي الفقر والجهل والمرض .. لابد من توافق وطني سياسي بين كل الأحزاب والتيارات والطوائف والبعد عن تناحر الأيديولوجيات وأن لا تكون هناك في مصر إلا أيديولوجية واحدة إسمها " مصر" .. لابد من دستور قوي لكل مصري يعيش على أرض مصر بغض النظر عن لونه أو دينه أو معتقده .. لابد وأن تُحل جميع مشكلات اللجنة التأسيسية لوضع الدستور .. لابد وأن لا يستبد الحزب الحاكم في مصر بالحكم ولا يسيطر على كل مفاصل الدولة .. لابد وأن تعمل سعادتكم لمصلحة مصر ومصر فقط وليس لمصلحة حزب أو جماعة .. لابد وأن يكون شعار المرحلة الحالية " بحبك يا مصر ومصر هي الحل ".. لابد وأن يكون رداءكم الذي تستظل به سعادة الرئيس هو مصر في الداخل ومصر في الخارج .. فنحن الآن سعادة الرئيس ملفاتنا متداخلة ومشاعرنا متداخلة بل ومضطربة ..إن ما حدث في غزة هو بداية انتصار له معاني متعددة ولن يكتمل إلا بالتوازن الحقيقي .. والتوازن الحقيقي يبدأ من التوازن التام بين الاهتمام بالشأن الداخلي لمصر والاهتمام بالشأن الحارجي لها .. توازن بين قوة مصر الداخلية وقوة مصر الخارجية .. وعندئذ ستكون أيضاً العلاقات متوازنة بين مؤسسة الحكومة المصرية وبين وزارة الخارجية الأمريكية ومع مجلس الأمن ومع هيئة الأمم المتحدة وما يُمثلها .. وفي النهاية أقول لسعادتكم سعادة الرئيس ..إحقاقاً للحق .. نقول .. شكراً سعادة الدكتور مرسي رئيس مصر.. على جهودكم في إحداث الهدنة بين حماس وإسرائيل .. ثم نقول لسعادتكم .. قوة مصر الخارجية تنبع من قوة مصر الداخلية .. ونرجوا أن تسمع نداءاتنا ..
-----------------------
د.شهيرة عبد الهادي
الأسكندرية
22 / 11 /2012 م
تحديث في
16 /4 /2013 مـ
مصر الغالية
دائما الابداع فيما تنشرين طرح رائع بارك الله فيكي
ردحذف