قال مكرم عبيد للمحتل الأجنبي لمصر عندما عُرض عليه إقامة دولة مُستقلة للمسيحيين داخل مصر ...أنا مُسلم وطناً ومسيجي دينا .. ثم قال له ... اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن نصارى .. واللهم اجعلنا النصارى لك وللوطن مُسلمين ... رحم الله مكرم عبيد مثال الوطنية الحقة والكفاح من أجل مِصر وحُب مِصر ... أتمنى أن نتمسك جميعاً بحُب مِصر وطننا جميعاً مسلمين ومسيحيين .. وألا ننساق وراء الشائعات .. وأن نكون جميعاً يدٌ واحدة .. مسلمين ومسيحيين .. مسيحيين ومسلمين .. وألا نكون عاملاً مُساعداً في إنجاح الثورة المضادة .. ولو أنني لم أعد أستسيغ هذين التعبيرين " الثورة المضادة والطرف الثالث ".. فـ مِصر تسبح الآن فوق بركان من اللهب .. كما يجب ألا ننسي الملحمة الوطنية التي وحدت بين جميع أبناء مِصر على قلب رجل واحد .. في الثمانية عشرة يوماً الأولى للثورة من 25 يناير وحتى 11 فبراير 2011 مـ .. حيث كان المسلمون يُصّلون والمسيحيين يحرسونهم .. والمسيحيين كانوا يُصّلون والمسلمين يحرسونهم ...وأن المسيحي كان يصب الماء على المسلم لكي يتوضأ إستعداداً للصلاة .. وكذلك كانت تفعل المسيحية تصب الماء على أختها المسلمة لكي تتوضأ ... والمسلمين كانوا يُشعلون الشموع لإخوانهم المسيحيين في الصلاة ويؤمنون ويهللون ويكبرون ورائهم ...كان يحدث ذلك في ميدان التحرير وكل ميادين مِصر ... كما أن الاستشهاد في سبيل إنجاح الثورة المصرية لم يُفرق بين مُسلم ومسيحي .. أو مسيحي ومُسلم .. واختلط الدّمان معاً في سبيل الوصول بالوطن إلى بر الأمان.. وتحقيق مصر التي كان يريدها هؤلاء الشهداء المسيحيين والمسلمين ..وطن العيش والحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية ... فلنجعل مِصر كما أرادوها حتى يستريحوا في قبورهم لانتفرق إبداً ..مسلم ومسيحي .. ومسيحي ومسلم ... ولنُغني معاً ترنيمة بلادي التي نعشقها جميعاً .. ولندعوا جميعاً لشهداء الثورة المجيدة مسيحيين ومسلمين بالرحمة.. ولنوقد لهم الشموع .. ولنقرأ لهم الفاتحة .. ونحن جنباً إلى جتب .. مسلمين ومسيحيين .. ومسيحيين ومسلمين ..ولنعاهدهم على إنجاح الثورة مهما حاول أصحاب المصالح الشخصية والنوجهات الفكرية البعيدة عن الوسطية العمل على إيقاظ الفتنة .. لعن الله من أيقظها .. ولنقل ( لا للطائفية ) .. وفي الحقيقة أنني لأتعجب مما نحن فيه الآن .. فـ هل من المعقول بعد مرور سنتين على الثورة .. أعود لأقول ( لا للطائفية ) .. بعد أن قلتها ثلاث أو أربع مرات سابقاً .. لكن يبدوا أنني سأعيدها تكراراً ومراراً (لا للطائفية ) .. إن لم تكن هناك حلولاً جذرية صادقة لما تعانيه الأمة من تفكك أسهمت فيه مُحركات الدولة نفسها نظاماً واستراتيجية باعتبار وجودهما ....
--------------
د.شهيرة عبد الهادي
8 /4 /2013 مـ
الإسكندرية
مِصر الحبيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق